محليات

مخابر التجارة الداخلية تحسم الجدل.. معظم زيت المعاصر في حمص يحتاج إعادة تكرير

سانا


كثر الحديث في الآونة الأخيرة بمحافظة حمص حول تدني جودة ‏زيت الزيتون المستخرج في المعاصر لهذا الموسم بسبب ارتفاع نسب الحموضة والبيروكسيد وزادت المخاوف بعد ‏ورود تقارير من مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بحمص حول وجود عينات من زيت الزيتون غير صالحة ‏للاستهلاك والتاكيد على المواطنين عدم شراء هذه المادة من مصادر مجهولة او غير مرخصة. وفي محاولة لاستجلاء حقيقة الامور ومعرفة مدى دقة هذه المعلومات استطلع مندوب سانا في حمص آراء عدد من المعنيين ‏والاختصاصيين في هذا المجال حيث يؤكد المخبري غسان جبارة” مدير شركة بلو لاين” ماجستير في ‏الزيتون إن هناك عدة معايير لتقييم جودة الزيت وبحسب هذه المعايير فإن /80/ بالمئة من إنتاج المعاصر من الزيت غير صالح ‏للاستهلاك البشري ويجب تسويقه إلى ‏معامل التكرير لإجراء التعديلات وازالة المواد الضارة منه وبعدها يمكن مزجه مع ‏زيت بكر قبل بيعه للمستهلك ويمكن أن يرسل إلى معامل الصابون. ويضيف جبارة.. الناس متخوفون من شراء الزيت بعد تداول معلومات حول عدم صلاحيته ‏للاستهلاك البشري وهذا ما يتطلب اجراءات جدية وسريعة من الجهات المعنية لافتا إلى أن ‏ذبابة ثمار الزيتون شكلت جائحة وزاد تفاقمها قلة الاهتمام من عدة جهات. أحمد الأسعد فلاح من بلدة حديدة بريف حمص الغربي بين أن الزيتون ‏المتساقط على الأرض مريض ومن قام بعصره ‏دون خلطه مع الزيتون المقطوف من الشجرة تفادى ارتفاع نسبة الحموضة والبروكسيد إلا أن اغلب الفلاحين قاموا بخلط الزيتون وظهر في بعض الحالات ارتفاع في النسبة وهذا ‏الارتفاع يمكن ملاحظته من خلال التذوق وعدم قدرة ‏الانسان على شربه. محمد سرحان صاحب معصرة في مسكنة بريف حمص الجنوبي قال.. إن ‏الانتاج قليل لهذا العام اضافة إلى الأمراض التي يعاني منها المحصول وتم تقديم النصيحة للفلاحين بان الزيت غير صالح للاستهلاك ويجب تحليله مؤكدا ان لجنة من مديرية الزراعة بحمص زارت المعصرة وابلغت الفلاحين الموجودين بان نسبة ‏كبيرة من الزيت المستخرج غير صالحة للاستهلاك. رئيس اللجنة المشكلة والمكلفة الكشف على معاصر الزيتون ناجي ‏ساعد وهو رئيس مكتب الزيتون بمديرية الزراعة قال.. قدمنا الارشادات ‏والنصائح للفلاحين الا ان الفلاح لم يتعود على ظاهرة وجود الذبابة بهذه الكثافة وهي بكل ‏الاحوال تختلف من منطقة لاخرى حيث ان نسبتها في الريف الشرقي أقل منها في الريف ‏الغربي. ‏وأضاف ساعد أغلب المزارعين قاموا بخلط الزيتون المتساقط مع ‏الذي تم قطافه حديثا ما أثر بشكل كبير على ارتفاع نسبة الحموضة فيه علما أن النسبة ‏المسموح بها هي 3ر3 مشيرا إلى أن الإصابة بحشرة ذبابة الزيتون تسبب تساقط الثمار على ‏الأرض قبل نضجها وتصبح غير صالحة للأكل أو التخليل وتسبب انخفاض ‏نسبة الزيت وتدني مواصفاته وارتفاع نسبة الحموضة فيه. سانا توجهت إلى مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بحمص لمعرفة ‏دورها في هذا المجال وأكد رامي اليوسف مدير التجارة الداخلية ‏في تصريح لمراسلة حمص أنه منذ بداية شهر تشرين الاول الماضي مع بدء عصر الزيتون ‏وحتى تاريخه وردت إلى مخبر المديرية /60/ ‏عينة زيت زيتون من قبل القطاع الخاص لتحليلها وبيان مدى مطابقتها للمواصفات القياسية ‏وكانت نتائج التحليل على الشكل التالي 49 عينة مخالفة بسبب ارتفاع نسبة البيروكسيد ‏ونسبة الحموضة و5 عينات مطابقة و6 عينات قيد التحليل. وأوضح اليوسف بعض قيم البيروكسيد تجاوزت خمسة أضعاف النسبة المسموحة حسب المواصفة القياسية السورية كما تجاوزت درجة ‏الحموضة الـ 17 في حين أن الحد الاقصى المسموح به حسب المواصفة القياسية السورية ‏هو 3ر3 مؤكدا أنه ونتيجة ارتفاع هذه القيم عن الحد المسموح به يصبح الزيت غير صالح ‏للاستهلاك. وبين اليوسف أن عينات زيت ‏الزيتون ما زالت ترد إلى المديرية بناء على طلبات خاصة للتحليل إضافة الى قيام دائرة حماية ‏المستهلك بسحب عينات من زيت الزيتون المطروح في الأسواق لتحليلها وبيان مدى مطابقتها ‏وصلاحيتها للاستهلاك حسب المواصفات القياسية السورية حيث تم ضبط العديد من المخالفين ‏الذين يقومون بغش المادة بإضافة صبغات وغير ذلك من أساليب الغش. وأشار اليوسف إلى أن مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بحمص ‏تنصح المواطنين بعدم شراء الزيوت مجهولة المصدر ومن أماكن غير نظامية وغير مرخصة بسطات عربات جوالة وإبلاغ المديرية عن أماكن وجود الزيوت المشتبه بها. ولا بد من الاشارة إلى أن شجرة الزيتون تشهد انتشارا يشمل كل مناطق حمص ‏‏نظرا لاهميتها الاقتصادية والغذائية وقلة حاجتها للخدمات الزراعية بالمقارنة مع باقي ‏الأشجار المثمرة ويوجد في حمص أكثر من 15 مليون شجرة منها اكثر من 10 ملايين شجرة ‏مثمرة.

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://znobia.com/?page=show_det&category_id=16&id=18913