فن الممكن

تفاصيل مثيرة.. تسجيلات صوتية لقادة ومسلحي الفصائل الجنوبية

وكالة أوقات الشام


على امتداد المعارك المختلفة، طوال الحرب السورية، اقترن مفهوم «الخيانة» بالذين يحملون شعارات «الثورة». من المعارك الأولى في محيط دمشق، مروراً بمعركة القصير المفصلية، فالقلمون، ومعركة حلب، وسائر الشمال السوري، وصولاً إلى الغوطة الشرقية، وانتهاءً بالجنوب السوري، الذي شهد، وفق مفاهيم «الثورة»، الخيانات الكبرى التي أدّت إلى إلحاق هزيمة مدوّية بفصائل الجنوب. هم أنفسهم الذين هتفوا، في بداية الأزمة عام 2011: «درعا يا درعا… حنّا معاكِ للموت»، ستجدهم يتساءلون بصوت «المفجوعين»، في بداية المعركة الأخيرة في المحافظة: «درعا يا درعا… وين رجالك؟!». «إما أنكُّم معنا، أو لستم معنا ولستم منّا»؛ بهذه العبارة، يختم أحد قياديّي الفصائل الجنوبية مناشدته لزملائه في الجنوب السوري، وهو يطلب النجدة والعون في صدّ تقدّم الجيش السوري. عبارة التخوين هذه، كانت «ألطف» ما تخاطَب به قادة الفصائل المسلحة قبيل بدء المعركة وأثناءها، وحتى قبيل انتهائها. إنَّ ما ننشره هنا، هو جزء يسير، حصلت عليه «الأخبار»، ممّا يحتفظ به الجيش السوري وحلفاؤه، من تسجيلات صوتيّة تُظهر استفحال «انعدام الثقة» بين الفصائل المسلحة، سواء على مستوى القيادات، أو على مستوى العناصر. وهي تظهر أيضاً، مستوى ارتهان هذه الفصائل المسلّحة، كلٌّ إلى مشغّل خارجي، فلمّا أوعز الأميركي لغرفة «الموك»، أنّ «زمن القتال انتهى»، ولمّا استدعت سفارته في عمّان قادة الفصائل الجنوبية، وأبلغتهم أن «لا ينتظروا تدخلاً خارجيّاً» لحمايتهم من هجوم الجيش السوري، «تعطّلت»، ويا للصدف، «الدبّابات التي كان المسلّحون يستعملونها لشراء علب السجائر من الدكّان»، أيّام السّلم، والتعبير الآنف لأحد القياديين. في التسجيل الصوتي الأوّل، يبلغ أحد القادة الميدانيّين لدى فصيل مسلح غرف العمليّات والمقاتلين، أن حشود الجيش السوري تتّجه غرباً من ريف السويداء الغربي، نحو اللّجاة وبصر الحرير. كما يطلب من الفصائل المسلحة أخذ الحيطة والحذر. هذا صوت علاء الحريري، وهو قائد المسلّحين في بصر الحرير، يطلب تعزيزات من المسلحين في البلدات المحيطة، ويقول لمن لا يملك السلاح، أن يأتي ليتسلم سلاحاً في بصر الحرير، ما يدلّ على أن «المشكلة» كانت في إرادة القتال، وليست في نقص السلاح أو الدعم. ولما اقتربت «الساعة الصفر»، وبدأ المسلّحون يتلمّسون الخطر الفعلي، ظهر أحد القادة الميدانيين لدى الفصائل المسلحة، وهو يطلب «الفزعة» (الهبّة/ النجدة) من باقي الفصائل لأنه سمع، عبر الرصد، عناصر الجيش السوري يقولون إنهم «سيكونون غداً في آخر داعل». ويظهر من أسلوبه وكلماته، مدى الخوف الذي كان يشعر به المسلحون، قبيل اقتحام الجيش للقرى والبلدات الجنوبية. وهنا تسجيل صوتي لأحد قادة الفصائل الجنوبية، يناشد فيه الغرف الإعلامية التابعة للمسلحين، لكي يناشدوا بدورهم «أهل حوران» ودرعا، وكل الفصائل المسلّحة، محذراً إيّاهم من أنهم إذا لم يقاتلوا اليوم، «فلن تقوم لهم قائمة»، ثم يتابع إنّ من لا يقوم اليوم، «عار على الإسلام والمسلمين». وهو خطاب تحفيزي يهدف إلى استفزاز مشاعر المقاتلين للتحرّك والقتال… ولما لم يستجب أحدٌ للنداء الأول، قام بإرسال مناشدة أخرى يطلب فيها من جميع الفصائل النهوض للقتال، مذكراً إياهم ببدايات التحركات في درعا وشعارات تلك المرحلة، سائلاً درعا «وين رجالك؟!». مذكراً بأن «الأبطال كلهم قاموا»، فأينك يا درعا؟! بدأ تقدّم الجيش السوري، وبدأت دفاعات المسلحين تتهاوى بسرعة، لتبدأ بعدها لغة التخوين، إذ لمّا صار «وقت العمل»، فُقدت الأسلحة، و«تعطّلت الدبابات…». أحد المسلحين هنا، يسخر من الفصائل التي لم تقدّم الدعم للجبهات، بحجّة أن الدبابات معطّلة، بالقول إن «وقت ما في شغل»، يذهب المسلّحون بالدبابة لشراء علب السجائر من الدكان، أما «وقت العمل، فالدبابات كلها بتخرب». ويعود هذا المسلّح نفسه ليطلب من أحد وجهاء المنطقة الجنوبية، والذي «يمون» على الفصائل، أن يناشدهم ليفتحوا المعركة في خلال دقائق، ليوقفوا تقدّم الجيش السريع… أما هنا، فـ«يُبشّر» أحد المسلحين زميله في بلدة أخرى، بأن غداً دور منطقته في هجوم الجيش السوري… لم يعد هنالك من فائدة للمناشدة. «وقعت الخيانة» إذاً. وبدأت لغة التخاطب بين قادة الفصائل تتهاوى أكثر فأكثر… في هذا التسجيل، يشتم أحد قادة الفصائل المسلحة الميدانيين في منطقة الحراك قادة الفصائل المسلحة الأخرى، الذين لم يشعلوا معارك لتخفيف الضغط على جبهته… أمّا التسجيل الأخير، فهو لأحد المسلحين، وهو يسخر من قادة الفصائل المسلّحة والمسلّحين في المنطقة، حاملاً «البشرى» لهم، بالقول إن «أبو حافظ»، أي الرئيس السوري بشار الأسد، لن يأخذ من المسلحين ثمن ترحيلهم بالباصات إلى إدلب بعد هزيمتهم…

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://znobia.com/?page=show_det&category_id=8&id=17680