محليات

«فرصة» لا تعوض..


رولا عيسى

خطوة جريئة وفرصة جديدة حظي بها المنتج الوطني ولا سيما الغذائي منه مع إطلاق وزارة الداخلية وحماية المستهلك حملتها على المواد المجهولة المصدر وإعلانها عن عدم رجوعها عن هذا القرار ولا سيما فيما يتعلق بالأمن الغذائي للمواطن، ما يعني حضوراً قوياً في الأيام القادمة على صعيد المنتج الوطني الذي لم يغب عن السوق السورية وأثبت وجوده.
تلك الخطوة تركت ارتياحاً ولاقت استحساناً واضحاً من قبل الصناعي والتاجر السوري ولمحت بتفاهم بين أطراف السوق لا نعلم مدى انعكاسه على المواطن أو بالأحرى المستهلك، فثمة زبائن لا بأس بحجمهم للمواد مجهولة المصدر تحت عنوان ماركة عالمية لكن ثبت وبالأدلة القاطعة أن تلك الماركات منها ما خضع للتزوير وللتلاعب في أكثر من مكان.‏

لعل الجميع يرحب بهذا التفاهم الطبيعي والضروري لإعادة إحياء منتجاتنا الوطنية وتوسيع حضورها، لكن مقابل هذه الفرصة الكبيرة ودعماً لاستمراريتها يجب أن تقترن بتحمل للمسؤولية من قبل الصناعي والمنتج الوطني بالشقين العام والخاص ليقدموا منتجاتهم بأفضل المواصفات في هذا الزحام، وليكسبوا ذوق المستهلك وثقته وكذلك جيبه المرهق بأعباء الحياة اليومية هذا الجيب الذي لم يرحمه الطمع في تحقيق الأرباح المبالغ بها على مدى السنوات الماضية.‏

ننتظر ويجب ألا يطول الانتظار لما يخبؤه لنا الصناعي والمنتج والتاجر السوري من منتجات تتمتع بالجودة وبالسعر المناسب ولا بأس من التضحية ببعض الأرباح الزائدة، وهنا لا بد من الإشارة والتذكير بدور الشركات والمؤسسات الصناعية العامة التي ما زال بعضها متوقفاً والآخر يسير بخطى بطيئة ويجب ألا نتغافل عن عوائد تلك الشركات للدولة وقدرتها وتأثيرها على المنافسة في المواصفات والأسعار في السوق بشكل عام.‏

قد تكون ملاحقة المواد المجهولة المصدر إحدى السيناريوهات المهمة والفرص التي لا تعوض لإعادة ألق المنتج الوطني وصولاً إلى تخفيض سعره، لكن في حال لم يجد هذا السيناريو ولم ينعكس إيجاباً على تحسين واقع السوق ومواصفاته والقدرة الشرائية للمواطن هل ستكون أمام الجهات المعنية خطوات وسيناريوهات جديدة من باب الحرص على جيب المواطن وسد حاجاته اليومية بأفضل الوسائل والمواصفات؟.‏

وفي النهاية لا يسعنا إلا أن نقول (اشتر من بلدك تخلق فرصة عمل لك ولولدك).‏


الثورة 

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://znobia.com/?page=show_det&category_id=16&id=17671