فريـش

سوريا: الأندية الصيفية لأطفال الأغنياء .. وللفقراء شوارعهم !!

تشرين


على الأرض ذاتها وتحت السماء نفسها يقبع طفلان الأول يحلم فقط… والآخر يعيش الحلم على أرض الواقع، هذه هي حال أطفالنا مع النوادي الصيفية في ظل ارتفاع أسعارها وواقع انتشارها وتفاوت مستوى خدماتها. فتبدأ أسعارها من الـ 50 ألفاً ولا تنتهي بـ 150 ألف ليرة للطفل الواحد، في وقت يتعذر فيه على بعض المواطنين تأمين سعر ربطة الخبز، ليجدوا أنفسهم في عراك كبير مع أطفالهم وقناعاتهم.. يبدأ بالكلام ولا ينتهي بنظرات الأسى والحزن التي بدت واضحة على وجوه الناس التي أبدت آراءها بأسعار النوادي الصيفية. تلك الوجوه تجعلنا أمام تساؤل مشروع، أين حديث المسؤولين عن دعم الدولة لجيل الأطفال؟، ماذا حل بالمدارس الصيفية المجانية التي بدأت الحكومة بتفعيلها منذ عام 1994 تاريخ تأسيس أول مدرسة صيفية في نادي المحافظة في العباسيين؟ وأين المسرح المدرسي الذي صدعوا آذاننا بالحديث عنه في وسائل الإعلام؟ عجز تام بين أعباء الصيف والشتاء وسطوة الرد على سؤال: ماذا بعد المدرسة؟ يثقل الهم كاهل أناهيد (أم لطفلين) عند تفكيرها كيف سيقضي أطفالها عطلتهم المدرسية في ظل ارتفاع أسعار النوادي الصيفية، ويعلو سقف شعورها بالهم إلى الإحساس بعجز نفسي تام أمام تلبية مطالبات أطفالها المتكررة بتسجيلهم في نواد صيفية أسوة برفقة لهم، ناهيك بعجز آخر أشد وطأة ينتابها عند محاولة التفسير لأطفالها قدرة أهالي أصدقائهم على تسجيلهم في أكثر من ناد وبأكثر من نشاط، في وقت تعجز فيه عن تسجيلهم بنشاط واحد بسبب ارتفاع الأسعار في منطقتها الكائنة في المزة 86، إذ تتراوح أسعار النوادي الصيفية فيها بين (30 – 100) ألف ليرة للطفل الواحد ما يحول دون إمكانية استفادة أطفالها من ميزات تلك النوادي التي تعدها أناهيد حقاً من حقوق أطفالها للترفيه والفائدة وتنمية المهارات الجسدية والفكرية والاجتماعية، إلا أن عدم قدرتها على تسجيل أطفالها يجعلهم ضحية المكوث ساعات طويلة أمام شاشة التلفاز والألعاب الإلكترونية المدمرة. عدم تكافؤ يستمر سيناريو المعاناة نفسه مع أم حسن «والدة ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين ( 7 – 15 ) سنة» مضيفة أنها مع نهاية كل عام دراسي تبدأ عملية البحث والتحري عن ناد قريب تتوافر فيه الشروط المطلوبة لتنمية المواهب «أياً كانت» قياساً إلى ظروف الحرب وما تفرضه من خوف الأهل على أبنائهم وضرورة اصطحابهم إلى تلك النوادي ذهاباً وإياباً، إلا أن أم حسن ترى أن المشكلة الأهم والأبرز تتمثل بعدم تكافؤ أجور تلك النوادي مع مستوى النشاطات المتقدمة فمعظم النوادي في منطقتها الكائنة في ركن الدين تفرض مبالغ شهرية باهظة ماعدا أجور المواصلات مقابل تقديم نشاطات متواضعة وعلى يد كوادر غير مؤهلة في معظم الأحيان. «ياحسرة على أبنائنا» حديث الأمهات المكلوم يترجمه «أبو محمد» الذي يعيش في منطقة الديماس في ريف دمشق مع عائلته المؤلفة من ستة أفراد على راتب واحد فقط طارحاً العديد من الأسئلة التي لا يجد لها جواباً مقنعاً … لماذا تهمل الجهات المعنية أطفال الريف وتجعلهم عرضة للعب في الشوارع.. في حين ينعم أبناء المدن باللعب في أندية منظمة آمنة؟، ألا يحق لأولئك الأطفال تنمية قدراتهم الذهنية والجسدية؟، ويضيف أبو محمد: طالبنا وزارة التربية وغيرها من الجهات المعنية مراراً بضرورة تفعيل مدارس الريف كنواد صيفية وتجهيزها بالمعدات الرياضية والموسيقية والفنية المختلفة إلا أن الاستجابة كانت متواضعة.. فالمدارس الصيفية في الريف شبه نادرة، يبحثون عنها في المناسبات وأمام كاميرات الإعلام فقط وبعد ذلك الأمر لا يعنيهم، ليقع أولياء الأمور وحدهم في فخ العراك مع أبنائهم حيال عدم قدرتهم على تلبية رغباتهم ومجاراة ما يحدث… وصولاً إلى تكوين نظرة عامة لدى معظم أهالي الريف عن تلك النوادي على أنها كماليات رغم أهميتها… والنتيجة حرمان أطفال الأسر الفقيرة من ميزات تلك النوادي وتخصيصها لأطفال الأسر الغنية فقط ويا حسرة على أبنائنا. تجربة غنية تختلف شهادات الأهالي ممن جربوا إشراك أطفالهم بنوادٍ صيفية عمن عجزوا عن ذلك ، فأم علي لديها أربعة أبناء تقول: تجربة أبنائي مع النوادي الصيفية غنية جدا أكسبتهم هوايات رائعة في الرسم والموسيقا والسباحة وشاركوا في العديد من مسابقات الشعر والفصاحة والدبكات الشعبية، واستطاعت تلك النوادي تفريغ طاقاتهم الكامنة بداخلهم وتنظيم وقتهم وبناء قدراتهم البدنية والعقلية، وعند الحديث عن الأعباء المادية المترتبة على ذلك، ترد أم علي أنها تدبرت ذلك باللجوء إلى عمل إضافي وتخصيص أجره بالكامل للنوادي الصيفية مقابل استفادة أبنائها من ميزات تلك النوادي في اكتشاف ميولهم والعمل على تنميتها من جهة، وتحصينهم من لغة الشارع ورفاقه وسلوكه المدمر. حلم عصي الجدير ذكره أن أم علي السالفة الذكر تعيش في قلب مدينة حمص حيث تتجمع المدارس والمؤسسات الخدمية، لذا فإن تجربتها مع تلك النوادي كانت غنية، بينما لسان حال «أبو سليم» الذي يقطن في إحدى قرى ريف حمص يصف النوادي الصيفية بحلم عصي عن التحقيق في ظل إهمال الجهات المعنية وغلاء أسعار النوادي الخاصة التي يستشري أصحابها برفع أسعارها ويتعاملون مع الأهالي وكأنهم ينامون على جرة من الذهب على حد تعبيره. مدارس بلا دروس على خلاف الشهادات السابقة ترى سوزان سرميني أن تلك النوادي لا تقدم شيئاً للأطفال ولا ترتقي لطموحات الأهل فتجربتها العائلية مع الأندية الصيفية على مدى الأعوام الماضية سيئة الانطباع، وسوزان أم لطفلين «صف سابع وتاسع» لا تجد فرقاً ملموساً بين النوادي بلا دروس فعلية. ومعظم النوادي التي سجلت أبناءها فيها كانت عبارة عن مدارس تعلم الأطفال الأشغال اليدوية إضافة إلى تعليم نظري في الموسيقا والألعاب الرياضية والزراعة، وهي حسب سوزان ، ليست إلا مكاناً بديلاً تلجأ إليه الأم الموظفة لوضع أطفالها بديلاً عن المدرسة لا أكثر ولا أقل. لا ترتقي عن الأجور تقول سرميني: «تكلفة النادي الصيفي أقلها يعادل راتب شهرين للموظف، الأمر الذي يشكل عبئا ثقيلا على الأهل، علماً بأن هناك نواد صيفية تكلفتها أعلى من ذلك بكثير، متسائلة لماذا لا تستثمر الدولة كل الأماكن لتنمية مهارات الأطفال ضمن المدارس –الملاعب- والحدائق بدلاً من استثمارها كمقاه وأراكيل.. وهنا تروي سوزان تجربتها الشخصية في إحدى المدارس الأوروبية التي تعطي الأطفال بكل حديقة قطعة أرض يقومون باستصلاحها بما يعود بالنفع على الطفل وعلى الأرض في حين تستلزم تنمية أي موهبة من مواهب أطفالنا أو الترفيه عنهم بمبالغ طائلة لا يستطيع الموظف عليها، فالنوادي الصيفية المتميزة وإن كانت فهي لا ترتقي لكل طموحاتنا، هي لطبقة معينة وليست لنا. أسعار مبررة! في وقت يكتوي أولياء الأمور بلهيب أسعار النوادي الصيفية ولا سيما الخاصة منها، يرى القائمون عليها أنها أسعار مبررة، فالأنشطة الصيفية مكلفة، حسب فتاة عنيسة- مديرة إحدى النوادي الخاصة في ريف دمشق، مؤكدة أن أسعار النوادي تختلف باختلاف مناطقها ومستوى النشاطات المقدمة كماً ونوعاً، إضافة إلى أن تلك النوادي تحتاج تغطية أجور كوادرها المتخصصين بمهارات مختلفة ناهيك بمشقة تأمين المعدات اللوجستية الضرورية ذات الأسعار المرتفعة مثل الحساب الذهني «أباكوس» الذي يحتاج معداداً لكل طفل وكتاباً خاصاً به ووسائل كثيرة لدعم الأفكار، تضاف إليه تكلفة الوسائل التعليمية المتعلقة بالسباحة وتعليم اللغات ومهارات استخدام الحاسوب والنشاط المسرحي والأعمال الفنية اليدوية وغيرها من الوسائل الضرورية في تحقيق الهدف من النادي بتنمية خيال الطفل وتعزيز قدراته البدنية والعقلية. لأصحاب الدخول المرتفعة عن مستوى الوضع الاقتصادي والاجتماعي للأسر التي تسجل أطفالها في النوادي الصيفية تؤكد عنيسة أن معظمهم من ذوي الدخول المرتفعة في حين لا يستطيع الموظفون الذين يعتمدون على راتب محدود للمعيشة فقط تخصيص جانب من ذاك الراتب للنوادي الصيفية، ومع ذلك ترى عنيسة أنه على الأهالي، مهما كان وضعهم المادي، عدم إهمال أطفالهم خلال فترة الصيف، فالملل والفراغ يقتل الذكاء والإبداع لدى الطفل، ففي النادي يتخلص الطفل من الضغوط المفرطة قياساً بالمدرسة ويشعر بالحرية في الحركة والتعبير، وتضيف عنيسة: نحن في النوادي نحاول تفجير طاقات الطفل وتنمية مواهبه وتعزيز ثقته بنفسه من خلال العمل داخل مجموعات مصغرة والمشاركة الجماعية واستمتاع المنافس بألعاب ترفيهية ذات هدف تعليمي. مسرح بلا لواقط فيما يخص المسرح المدرسي كمشروع رديف للنوادي الصيفية تؤكد ريتا خليل- مدير مسرح مدرسي أن مشروع المسرح لا يزال قائماً، ويتم العمل على تفعيله بشكل جدي بغية إدخال الفرح والسرور إلى نفوس الطلاب والأهل، فهو نشاط ترفيهي تربوي يقام في المدرسة عبر حصص تعليمية وتنشيطية وترفيهية يطور المهارات الجسدية والنفسية، إضافة إلى تقوية الحس الفني والإبداعي لدى الطلاب.، وعن رجع صدى المسرح المدرسي تؤكد خليل أن الأخير يشهد إقبالاً كبيرة، فالطلاب يحبون الأعمال والنشاطات الخارجة عن المنهاج إلا أن المشكلة تكمن في ضعف الامكانات الفنية واللوجستية، فمسرح المدرسة الذي تشرف عليه خليل يعاني في ضيق مساحة قاعات التدريب، إضافة لافتقاره إلى اللواقط الصوتية وأماكن العرض، إضافة إلى الكثير من التفاصيل اللوجستية الدقيقة التي يحتاجها المسرح إلا أنهم يحاولون إذلال ذلك وفق الإمكانات البسيطة والموجودة بين أيديها. التشبيك ضرورة مدير نادي وحدة المحافظة محمد السباعي يوضح أن جزءاً كبيراً من الأندية اتجه إلى المتاجرة والربح على حساب تحقيق أهدافها، وحسب السباعي، فإن 20 % فقط من الأندية لا تزال تؤدي دورها بمستوى جيد جداً، في حين 20 % من الأندية الأخرى تقام في مدارس عشوائية بإمكانات متواضعة إلا أن نسبة 60% من الأندية تحولت إلى مؤسسات تجارية غايتها الربح فقط، وأما الأجور يراها السباعي متفاوتة فليست كل الأندية مرتفعة الثمن، إلا أن الأندية ذات الأسعار الرخيصة لا تقدم الخدمات بالمستوى الذي يتمناه الأهل وأطفالهم، الأمر الذي يستدعي ضرورة التشبيك والتعاون بين الوزارات المعنية المتمثلة بـ (التربية، الثقافة، الإعلام، التعليم العالي) ومنظمات الشبيبة وطلائع البعث والاتحاد الرياضي العام للعمل على تشكيل ورشة عمل حقيقية تضع أسساً وقواعد منهجية وخطة عمل تصل من خلالها إلى كل طفل في جميع المحافظات السورية، فكل الوزارات، حسب السباعي، معنية ببناء الأجيال ونحن اليوم بحاجة ماسة إلى إعادة رعاية الأجيال وبنائها على قدر حاجتنا إلى إعادة الإعمار.. بل تزيدها. استثمار وتوجيه نفسي الحديث عن أهمية النوادي الصيفية بالنسبة للأطفال والمراهقين يكشف هول المشكلة التي يعانونها إزاء غياب تلك النوادي وإهمال تأمينها لكل طفل، إذ يبين الاختصاصي النفسي والاجتماعي حسام الشحاذة لـ «تشرين» أن جميع النظريات التربوية والنفسية الحديثة تؤكد ضرورة اهتمام أولياء الأمور بالجوانب الترفيهية التعليمية المتعلقة بالأطفال والمراهقين بطريقة تبتعد عن توظيف الجانب التحصيلي بشكل مباشر، وتحت إشراف مختصين، الأمر الذي يسهم بدرجة كبيرة في بناء وتطوير الشخصية، وتنمية الميول والاهتمامات والطاقات الكامنة لدى الطفل أوالمراهق التي لم تُلاحظ خلال العام الدراسي، أولم يتم التركيز عليها أوالاهتمام بها، فقد يكون المتعلم لديه ميول لممارسة النشاطات الحركية أو الجسدية، فيتم توجيهه إلى النوادي الرياضية من (سباحة، كرة قدم، سلة، الجري، وغيرها)، وقد تكون لديه قدرات عقلية في التكتيك المنطقي فيتم توجيهه إلى نوادي الشطرنج أوالنوادي التي تساهم في تنمية القدرات العقلية للمُتعلم في الانتباه والإدراك والتفكير وحل المشكلات، ومن أمثلتها الأولمبياد العلمي السوري، وقد تكون لدى المُتعلم ميول فنية فيتم توجيهه إلى نوادي الرسم أو الموسيقا أوالغناء أوالمسرح..إلخ، فالنوادي الصيفية تسهم في استثمار وتوجيه ميول الأطفال والمراهقين على نحو يمكنهم من التعايش بإيجابية مع الحياة، وبشكل يحد من التوظيف السلبي لطاقاتهم الكامنة ولا سيما خلال سنوات الحرب. غياب الرقابة وعن مدى ملاءمة رسوم التسجيل في النوادي الصيفية مع مستوى الدخل لدى الأغلبية العظمى من أولياء الأمور، يقول الشحاذة: «حسب خبرتي الميدانية تتفاوت رسوم تسجيل الأطفال والمراهقين في النوادي الصيفية التابعة للقطاع الخاص ذي الطابع الاستثماري وتتراوح بين مبالغ معقولة متناسبة مع الدخل الشهري لأولياء الأمور، إلى مبالغ مرتفعة وخيالية في بعض النوادي الأخرى، التي تتجاوز 100 ألف ليرة شهرياً، ويعود ذلك إلى غياب الرقابة المالية والإدارية والتنظيمية من الجهات المعنية، مع التنويه بوجود أندية موازية تابعة للمنظمات الشعبية مثل (طلائع البعث، اتحاد شبيبة الثورة، الاتحاد الرياضي العام، نقابة المعلمين..) تقدم ذات البرامج الترفيهية في العطلة الانتصافية بجودة عالية وأسعار رمزية جداً، لا تتجاوز الـ 2500 ليرة شهرياً، وهنا لابد من تفعيل دور الإعلام المحلي لتوجيه انتباه أولياء الأمور إلى تلك المناشط الصيفية التي تقع تحت إشراف تلك المنظمات الشعبية، فهي لا تقل جودة عن نظيراتها التي تقدم في النوادي الصيفية الاستثمارية التابعة للقطاع الخاص. قراءة مغلوطة وعن تأثير الشعور في الفوارق الطبقية بين الأطفال والمراهقين عندما يقارنون أنفسهم بأقرانهم بنواد صيفية مُرفهة ذات أقساط عالية ومرتفعة نسبياً، يرد الشحاذة متأسفاً على اعتبار عدد كبير من أولياء الأمور وأبنائهم أن القسط الشهري المُرتفع للنادي الصيفي هو المعيار الأساس لتقييم أن هذا النادي أفضل وأكثر فاعلية في تنمية قدرات ومواهب الأبناء من النادي الصيفي ذي القسط الشهري الرمزي، على الرغم من وجود معايير أخرى أكثر تتمثل بمستوى التأهيل المتوافر لدى الكادر البشري العامل في النادي، ونوع البرامج الترفيهية والأنشطة التثقيفية المتوافرة فيه إلى جانب معايير البرامج الزمنية ومدى مراعاتها الفروق الفردية بين الأطفال والمراهقين في الجوانب (الجسدية، العقلية، المعرفية، الاجتماعية..)، إضافة إلى مدى توافر التجهيزات اللازمة بأعداد مناسبة وجودة عالية، فعلى سبيل المثال يتوافر في النوادي الفنية التابعة لنقابة المعلمين واتحاد شبيبة الثورة قاعات ومسارح وأجهزة موسيقية وصوتية ذات جودة عالية وكادر بشري مؤهل يفوق أي ناد فني آخر ذي طابع استثمار أوتابع للقطاع الخاص _ حسب الشحاذة.

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://znobia.com/?page=show_det&category_id=11&id=17094