وجهات نظر

أستانة 9 .........ارتياح سياسي كبير للدولة السورية

محمود جميل جابري - زنوبيا


تأتي الجولة التاسعة من محادثات أستانة في ظل ظروف توحي براحة سياسية كبيرة للدولة السورية خاصة بعد انتصاراتها المدوية التي حققها الجيش العربي السوري في الغوطة الشرقية والقلمون وريف حمص الشمالي واللافت هو انتهاء منطقتي خفض التصعيد في الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي لصالح القيادة السورية بمباركة ودعم من أصدقائنا الروس وهنا تسجل نقاط سياسية إضافية في رصيد الدولة السورية . لقد تمسك كل من الثلاثي الروسي والإيراني والنظام التركي بصيغة أستانة كركيزة سياسية في الوقت الراهن وعلى المدى المنظور بعد تعثر جنيف وإثبات عقمه سياسيا وخروج الولايات المتحدة من دائرة أستانة كعضو مراقب يؤكد "الخوف السياسي" لدى واشنطن من تكريس صيغة أستانة بدلا من جنيف ولكن أعتقد أن هذا الانسحاب الأمريكي لن يؤثر سلبا باعتبار أن الولايات المتحدة ليست ضمن البنية الأساسية المكونة لأستانة . لاحظنا ارتياح من قبل الدولة السورية والذي عبر عنه السفير السوري بشار الجعفري ونستطيع وصف البيان الختامي لأستانة 9 ب"الإيجابي" وجاءت في البيان نقطتان ترجحان لمصلحة الدولة السورية اللتان ثبتهما النصر العسكري للدولة السورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد والثقل السياسي الكبير الذي أضفته موسكو وطهران : النقطة الأولى مكافحة الإرهاب المتعلق بداعش والنصرة والفصائل الإرهابية المتصلة بهما وهذا الأمر الذي أكدت عليه الدبلوماسية السورية مرارا وتكرارا ومن خلفها رئيس الدبلوماسية الروسية السيد لافروف إذ لا يمكن أن تسهم في أي عملية سياسية فصائل إرهابية سواء كانت داعش أو جبهة النصرة أو الفصائل الإرهابية التي تتماهى معها ولا يخفى على أحد قيام الولايات المتحدة بإعطاء جبهة النصرة غطاء سياسيا في فترات سابقة ومحاولة تسويقها على الصعيدين الإنساني والسياسي بتوجيه الأوامر بتغيير اسم الجبهة الإرهابية(النصرة) إلى ما يسمى ب(جبهة فتح الشام) الإرهابية إلا أن الروس كانوا يقظين تماما ولم يقعوا في الفخ الأمريكي الذي نصب لهم وجاء رد حازم من موسكو برفض التنظيم تحت أي مسمى، والنقطة الثانية اعتبار مناطق خفض التصعيد إجراء مؤقت في ظل الاعتراف بسيادة الدولة السورية على كامل ترابها ووحدة أراضيها بمعنى أن "خفض التصعيد" لمدة زمنية محددة وتخضع لتقييم مستمر ويبدو أن الدولة السورية لن تقبل ببقائها طويلا في تصميم واضح منها لاسترجاع كافة المناطق خارج سيطرة الحكومة الشرعية وقد لمسنا هذا جليا في تصريحات العديد من المسؤولين السوريين . وإن أحد الخطوط العريضة في الجولة التاسعة لأستانة هو دعم العملية السياسية على أساس قرار مجلس الأمن 2254 والأخذ بتوصيات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي التي جاءت نتيجة توافق كافة شرائح المجتمع السوري فالقرار 2254 وفق الخريطة العسكرية الجديدة في سورية سيصرف وفق إرادة الدولة السورية التي فرضت أمرا واقعا بفضل انتصارات جيشها الباسل أما ما يتعلق باللجنة الدستورية التي اتفق على تشكيلها في سوتشي فإنها تأخذ طابعا استشاريا وغير ملزما إطلاقا فالحديث يدور حول تعديلات دستورية وليس تغيير جذري للدستور كما يحاول الغرب أن يشيع. وفي نهاية المطاف فإننا ننتظر الاجتماع المقبل الذي سيعقد في سوتشي وسيبحث أكثر في العملية السياسية السورية التي ترجح كفة ميزانها السياسي من الآن لصالح القيادة السورية بعد فقدان الفصائل الإرهابية لقسم كبير من الجغرافية السورية.

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://znobia.com/?page=show_det&category_id=13&id=16723