وجهات نظر

الدب والدبة من الشتيمة إلى واجهة عيد العشاق

المحامي لؤي اسماعيل


كانت عبارة " دبة " أو " دب " تقال للانتقاص من قيمة الشخص بل والشتيمة أيضا ..وحتى اللحظة تعتبر تلك الشتيمة هي الاوفر حظا في ميزان التداول اليومي فالفتاة عندما تريد الانتقاص من قدر صديقتها تقول لها " روحي ولك دبة " والشاب عندما يريد الانتقاص من قيمة صديقه يقول له " انت واحد دب " ! أما عندما يريد الشاب إغاظة حبيبته لسبب ما فيقول لها " ولك دبة " وهذه العبارة كفيلة بمعارك داحس والغبراء بمقياس العصر الحديث . الدب حيوان مفترس ثقيل الوزن والظل بطيء الحركة "معجعج " اللحم لا يعرف الريجيم أو عمليات التجميل وشد المؤخرة ونفخ الصدر ، مشهور بتلك الحركة عندما يقف على قدمين ويقوم بالتهديد بكلتا يديه مع صوت مرتفع والمعروف عنه أنه لا يعيش مع أنثاه سوى شهر واحد أثناء فترة التزاوج ثم يتركها رهينة مصيرها مع أولادها !! فجأة بات الدب رمزا للحب والوئام وشاغل قلوب العذارى والمحبين ومتيم الفتيات اللاتي يفضلن النوم بجوار لعبة الدبدوب عن الدب الحقيقي الذي ينام منفردا ويحكي ع الواتس مع دبة خرى . الآن تتزين الأسواق بألاف الدببة الحمراء بمناسبة عيد الفانلتاين أو العشاق ويبدو أن الدب الأحمر بات مرادفا للوردة الحمراء فلا وردة بدون دب . في هذا اليوم تصبح عبارة " ولك دبة " تعادل عبارة " أنت الاجمل في الكون " فتطرب لها الآذان وتصفق لها القلوب والشفاه !! شباب وفتيات يتجولن في الشارع ومن لا يحمل دب في كيس ملون فهو بالتأكيد يجره معه ويوضع هذا الدب في غرف النوم والصالون ومن هذه الدبب ما هو مزود بموسيقا حالمة يغفو العشاق على صوتها العذب الجميل ! آلة التسويق الاعلاني كانت الكفيلة بتخريب قيم الذوق وتبديل كل شيء بشكل عكسي .. آلة التسويق هي جزء من الحرب الاعلامية والتجارية التي يمكن أن تقلب كل المفاهيم رأسا على عقب فتجعل من الدب رمزا للسلام والحمامة رمزا للشؤوم والبومة رمزا موسيقيا والفراشة رمزا للحرب .. التقليد هو سمة العصر .. عصر نمشي في طرقاته دون وعي منا لما يدور حولنا ووحده رأس المال التجاري هو من يحدد الضوابط والقواعد ويرسم لنا ما يجوز وما لا يجوز .

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://znobia.com/?page=show_det&category_id=13&id=15652