فريـش

يللا بسرعة ضبوا الشناتي

زينب كرنيب وكالة أنباء أسيا


 انتهى الشهر الفضيل وانتهت معه وفرة المسلسلات التي ضجّت بها شاشتنا اللبنانية، وتنافست فيما بينها لتحصد العدد الأكبر من المشاهدين.
كتبت مريم كرنيب - "يللا بسرعة ضبوا الشناتي"


ولكنّ اللافت وما استحقّ المشاهدة بجدارة كان مسلسل "ضبّوا الشناتي" المعروف أيضاً بـ"الحقائب" بطولة نخبة من الممثلين السوريّين المبدعين. المسلسل الذي اشترك فيه الثنائي الناجح الليث حجو مخرجا وممدوح حمادة كاتبا ذكرنا بنجاحات المبدعين السابقة في مسلسلات عرفت نجاحا.

ولا تزال مثل المسلسل الذي لا يمل منه ابدا رغم التكرار " ضيعة ضايعة " أبدع صناعه في نسختهما لسنة ٢٠١٤ على مدى حلقاته الثلاثين في تصوير واقع أليم بطريقة درامية مضحكة تارة وحزينة مؤثرة تارة أخرى، فنقلانا كتابة واخراجا لنعايش كل تفصيل مجهول لا نعرفه نحن البعيدون عن سوريا وبشكل مفصل، فعايشنا آلام اهل البلد ومعاناتهم وما يقلقهم وما يهمهم وما مر عليهم من كل النواحي وبالقدر الذي تستطيع الشاشة الصغيرة ان تقدمه لمشاهديها.

ويندر ان تسمع سوري يتحدث عن معاناته، ولا ترى تلك المعاناة في المسلسل الذي تحدث لنا عن الحارة الشامي،ّة وتحديداً عن بيت عائلة "أبو عادل" الذي يختلف أفراده بآرائهم السياسيّة فمنهم المعارض ومنهم الموالي ولكن بنفس الوقت يُحبّون ويُساندون ويقفون الى جانب بعضهم في أصعب الظروف، وجميعهم متيقّنون الى الحلقة النهائية أنّ حلّ مشكلتهم هي بالسفر خارج البلد الذي نخرته سوسة الحرب في بصمة سودواية طبعت أسلوب صناع المسلسل في معظم أعمالهم.

الكتابة المتقنة والواقعية والإخراج السليم تكامل معه الأداء الرائع لفريق العمل الذي شارك فيه كل من المبدع بسام كوسا والقديرة ضحى الدبس والجميلة أمل عرفة والفنان أيمن رضا والنجم الذي لمع في هذا المسلسل أحمد الأحمد بالإضافة الى باقة من الممثلين المبدعين والمتقنين بمهنيّة عالية لأدوارهم الذين نقلوا واقع سوريا المُعاش اليوم في ظلّ الأزمة التي مرّت على بلد الياسمين اثر ما يُسمّى بـ"الازمة " تارة وبالثورة تارة أخرى.
عائلة بكامل أفرادها تساعد كل من يطرق بابها هي حقيقة الشعب السوري رغم اختلاف فئاته بين معارض وموالي. هذا المسلسل عكسَ الأزمة الحقيقيّة التي يعيشها الشعب السوريّ من نقص في المواد الغذائية والحياتيّة، الى المخاطر اليومية بسبب القصف وخلافه من أدوات الحرب، وبين لنا كل العناصر التي تشارك في الحرب من منتفعين ومحتالين وعصابات وشرفاء وخونة.

وقد نجح المسلسل بطرحه لقصّة واقعيّة حقيقيّة فيما أخفق كُثُر من صناع المسلسلات الرمضانية هذه السنة خصوصاً من جهة التشابه الكبير في المواضيع المطروحة بين معظم المسلسلات المعروضة، والتي اعتمدت على نقل مشاهد الفساد المستشري في مجتمعنا العربي كالنصب والدعارة وتجارة المخدّرات والخيانات الزوجيّة التي سمّمت شاشاتنا في شهر الله.

فعلاً استمتعنا في ضحكنا وفي بكائنا مع متابعتنا لمسلسل "ضبّوا الشناتي" الذي عُرض على تسع قنوات عربية وكان من انتاج شركة سما للفنّ.

كما تجدر الإشارة أيضاً الى أغنية شارة المسلسل البسيطة والعميقة في آن، وهي من كلمات اياد الريماوي وغناء كارمن توكمه، والتي اختصرت بكلماتها الصراع الذي يعيشه المهاجر السوريّ أيضاً في البلاد التي لجأ ونزح اليها

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://znobia.com/?page=show_det&category_id=11&id=1088