كلمات | شوفو سوريا |
دراسات | رياضة |
فريـش | بزنس |
وجهات نظر | الموقف اليوم |
محليات | احوال البلد |
فن الممكن | عيادة زنوبيا |
افضح الفساد |
رغم التقدم الميداني الذي يحققه الجيش السوري على الأرض، خصوصاً في أرياف: دمشق، حلب، اللاذقية وسهل الغاب في ريف حماه الشمالي الغربي أخيراً، غير أنه غير كافٍ لإنهاء البؤر التكفيرية المتفشية على امتداد غالبية المحافظات السورية، مادام الدعم الدولي والاقليمي، لاسيما التركي مستمراً للمسلحين التكفيريين، ويبدو أنه لن يتوقف في المدى المنظور، إلا في حال إنهيار الحكم التركي الراهن، فمن الواضح أن استراتيجية المسلحين ومن يقف خلفهم قائمة على توسيع الجبهات، بعد استهدافهم المناطق التي يسعون الى السيطرة عليها بالسيارات المفخخة، بهدف إنهاك القوات السورية، ومحاولة تشتيتها، لاسيما بعد تقدمها المذكور آنفاً، بغطاءٍ جويٍ مشترك روسيٍ- سوري. لذا يشهد الميدان السوري حالة عدم استقرار على جبهات القتال، فالتطورات الأخيرة خير دليلٍ الى ذلك، يذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، التقدم الذي حققه الجيش في ريف اللاذقيـة الشـمالي، حيث سيطر على منطقة غمام الاستراتجية ومحيطها بالكامل، لكن هذا التقدم في ريف اللاذقية قابله تراجعاً في ريف حماه الشمالي، حيث خسر مناطق عديدة كان سيطر عليها في حملته الأخيرة، الأمر الذي قد يؤدي الى قلب موازين القوى في الريف الحموي لمصلحة المجموعات التكفيرية، بحسب مصادر ميدانية. لاريب أن الجيش السوري حقق ويحقق إنجازات استراتيجية على امتداد الجغرافيا السورية، لاسيما في الآونة الأخيرة، حيث سيطر على عددٍ من كتل الأبنية المطلة على أتوستراد حرستا، التي كانت تستخدم كمنصات للقنص، لاستهداف طريق دمشق- حمص الدولي، وقطعه، فبعد نجاح القوات المسلحة في حماية هذا الطريق من جهة حرستا، شن المسلحون التكفيريون هجوماً على منطقة صدد في ريف حمص، بهدف قطع الطريق الدولي، غير أن الجيش تصدى لهم، وأجبرهم على التراجع في اتجاه بلدة مهين التي سيطروا عليها في الأيام القليلة الفائتة. كذلك الأمر في درعا البلد، فقد نجح الجيش في السيطرة في إعادة السيطرة على عدد من الكتل وسط حالات فرار في صفوف المجموعات الإرهابية ودائما ً وفقاً للمصادر. اذا، هذه الحال من اللااستقرار على خطوط القتال، المتمثلة بالتقدم والتقدم المضاد تارة للجيش وطوراً للمجموعات المسلحة، ينذر بطول أمد المعركة، وكأن سورية تحولت الى خط تماس للصراع الدائر بين الشرق والغرب. ورغم التضحيات التي قدمها ويقدمها الجيش السوري على مدى نحو خمسة أعوام في حربه على الإرهاب، التي أثمرت ثباتاً وصموداً، غير أنها غير كافية لحسم المعارك، وبالتالي الإمساك بالأرض، ووقف استنزاف طاقاته القتالية، وهذا الأمر يتطلب كادراً بشرياً كبيراً، لتثبت النقاط، وحماية المواقع التي تسيطر عليها القوات المسلحة، كذلك تصديها لاستراتيجية التكفيريين القائمة على توسيع رقعة الجبهات، في حال أقدموا على أي تحرك لإشغال هذه القوات، برأي مصادر واسعة الاطلاع. ولا تستبعد المصادر إنزال قوات برية حليفة لسورية، قد تكون وحدات من المشاة البرية الروسية والإيرانية لحسم المعركة، ثم السير بالتسوية السياسية، لإنهاء الأزمة. من جهة أخرى، تعتبر مصادر في المعارضة السورية أن الحل الأمثل لمكافحة الإرهاب يتحقق من خلال حشد الطاقات، وإطلاق عملية تعبئة عامة للقوات المسلحة، تحت عنوان يجمع مختلف شرائح المجتمع السوري الرافض للإرهاب، والتدخل الخارجي في الشؤؤن السورية الداخلية، والا يكون الجيش طرفاً مع أي جهة، تحت شعار:” رفض تحوّل سورية الى خط تماس دائم”. وعن إمكان مشاركة قوات برية حليفة لدمشق في الحرب على الإرهاب، ترجح المصادر المعارضة هذه الفرضية، مؤكدةً أن الغرب لا يمكنه الاستمرار بدعم المتطرفين الى ما لا نهاية، وما يؤشر الى ذلك، بالاضافة الى إمكان التدخل البري الروسي- الإيراني، هي الخطوة الاستباقية الأميركية المتمثلة بدعم وحدات حماية الشعب الكردي التابعة لحزب الاتحاد الديموقراطي بقيادة صالح مسلّم، في شمال سورية، تحت غطاء: “التصدي للارهاب، من خلال دعم القوى المعتدلة”، ولكن يبقى الهدف الرئيس تعزيز الحضور الأميركي على الأرض، ثم في أي عملية سياسية مقبلة، خصوصاً في حال تدخل حلفاء سوريا براً، ودائما برأي المصادر. وما يعزز احتمال حلفاء دمشق براً في سورية أيضاً، هو ما أعلنته طهران اخيراً على لسان رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أنه يتعين مكافحة الإرهاب في سورية بجديةٍ وفعالية. في نهاية المطاف، لن يتحقق الحل في سورية إلا بعد تحقيق عملية مكافحة الإرهاب بشكل جاد، على أن يتبعها إجراء الإصلاحات الأساسية عبر صناديق الاقتراع. فلا يكون الحل المرتجى بمجرد إعلان من بضعة بنود، كما جاء في مؤتمر فيينا الأخير.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © موقع زنوبيا الإخباري
Powered by Ten-neT.biz An Internet Company