كلمات | شوفو سوريا |
دراسات | رياضة |
فريـش | بزنس |
وجهات نظر | الموقف اليوم |
محليات | احوال البلد |
فن الممكن | عيادة زنوبيا |
افضح الفساد |
ايفين دوبا
لا يبدو المستبشرون كثراً بعملية تحرير الموصل العراقية من داعش، ستكون تلك الذريعة «الشرعية» لفرار التنظيم المتطرف باتجاه الشرق السوري بفتوى، صدرت وأبرمت أميركياً في نطاق تكديس داعش في سورية.
لماذا سورية؟، هل تخلت الولايات المتحدة عن طموحها في العراق؟، يقال أن ما يجري في شمال سورية أشبه بغليان الحرب الباردة بين روسيا وأميركا، صحيح أن المسائل معقدة ومتجهة للتصعيد معاً، وضمن ذلك فإن الكثير من الالتباسات تكتنف الموقف، إلا أن الواضح دون لبس، هو أن واشنطن قررت «أفغنة» الأزمة السورية.
تستذكر الولايات المتحدة الأميركية الحرب الباردة كثيرا، وتستحضر قصص الصراع مع الاتحاد السوفييتي، لا مصلحة لها في مواجهة مباشرة مع موسكو رغم إبقاءها على التصعيد والتوتر، لذلك «استوردت» داعش على عجالة بعد أن انتهزت تقدم القوات العراقية وهي على يقين، بأن التنظيم الأشبه بطالبان أو القاعدة، لن يصد قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي، لذا فالأوفر هو دفعه باتجاه الأراضي السورية، لتضرب عصفور ثانٍ، تجميع المقاتلين المتطرفين على مقربة من الشمال السوري حيث يخشى من أن تقع الكارثة إذا انكسرت شوكة الفصائل المسلحة في حلب.
دفعت واشنطن بيادقها في المعارضة المسلحة للأمام لبناء خط ناري في مواجهة الجيش السوري وحلفاءه، اضطرت لاحقاً للدفع بحجر الحصان على رقعة الصراع، تركيا التي تمارس غزوها، ما تريده أميركا خلف هذا الدفع هو أن تحقق تقدماً على المربعات البيضاء والسوداء على الرقعة بالقفز على المسألة الكردية، لأن تشابك أحجارها مع ما هو قائم على الأرض يتيح لها تجميد الصراع دون تراجعات كانت تتوقعها على ضوء معطيات الحرب.
مجملاً، فإن واشنطن تنفذ عملية التفاف، أنفقت أميركا ببذخ من الرصيد الميداني لفصائل المعارضة المسلحة التي تدعمها لإخراج الجيش السوري من دير الزور، دون نتيجة، مثلت القوات السورية المتمركزة هناك حائلاً قاسياً لانتشار المجاميع المتطرفة الموالية لواشنطن والسعودية بين الموصل العراقية والرقة السورية بشكل كامل ومستتب، وعلى الخارطة قرأت جيداً تقلقل وضع الفصائل المسلحة في حلب لعدم وجود طريق إمداد لها إلا من تركيا، وهذه الأخيرة لم تعد تحت الجناح الأميركي بشكل كامل طالما أنها تبرز رأسها كل لحظة لمغازلة موسكو ولو نفاقاً.
إذن لم تتخلى واشنطن عن طموحها في العراق، فإذا ما نجحت عملية الالتفاف في الشرق السوري، ستعود لتلتف إلى الموصل وتسيطر عبر داعش على مكامن النفط، لذلك أفتى الخليفة الأميركي بالفرار من الموصل وتفجير الموقف في دير الزور، بعد أن تكون قد ضمنت مزيداً من التوتر في الأزمة السورية لاستخلاص ورقة تستطيع من خلالها لي ذراع موسكو.
الأرشيف الأميركي بعمليات «الأفغنة» زاخر، ومنه تستفيد في المواجهة القادمة، لكن المهم في هذا السياق هو أن واشنطن بهذا الاتجاه فإنها في وضع حرج لا يسمح لها لا بالتفاوض من جهة لأنها بلا ضمانات لكسب نقاط عالية، ولا تثق بحفظ مكتسباتها التي بدأ التآكل يضرب في قواعدها على صعيد المنطقة.
عاجل الاخبارية
جميع الحقوق محفوظة 2024 © موقع زنوبيا الإخباري
Powered by Ten-neT.biz An Internet Company