كلمات | شوفو سوريا |
دراسات | رياضة |
فريـش | بزنس |
وجهات نظر | الموقف اليوم |
محليات | احوال البلد |
فن الممكن | عيادة زنوبيا |
افضح الفساد |
يبدو أن هناك هوة واسعة بين طموح المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي مستورا والواقع السياسي الحالي إذ تهب رياح جنيف بما لا تشتهي سفن هذا الرجل وتخالف أمنياته في إحراز أي تقدم ملموس ويظهر جليا للعيان أن جنيف وإلى الآن عديم الجدوى و"عقيم" سياسياً وغير قادر على زرع بذور للحل السياسي إطلاقاً. في المشهد الآخر يطفو مؤتمر "سوتشي" على سطح الحلول السياسية إذ يقدمه الروس مع كل من إيران وتركيا باعتباره أحد مظاهر النقاشات والمحادثات التي من الممكن أن تحرز تقدماً ما في العملية السياسية فالصناعة روسية بامتياز مع لمسات إيرانية وتركية, ويعد مؤتمر سوتشي منصة هامة ومفيدة في إحراز تقدم جزئي يمكن أن يحدث وذلك حسب المكونات التي ستحضره فمن المعروف أن "سوتشي" سيكون إسقاطاً سياسياً ل "أستانة" العسكري فستنتقل طاولة المفاوضات من المسلحين المعارضين المحسوبين على النظام التركي والمسؤولين العسكريين الممثلين للدولة السورية إلى الساسة وعناصر المجتمع المدني والأحزاب السياسية السورية ويجدر الانتباه إلى أن مستوى النتائج المتوقعة تعتمد على "المرونة السياسية" للأطراف الحاضرة وذلك بعد الإعلان عن موعد انعقاد هذا المؤتمر – سوتشي – في 29و 30 كانون الثاني المقبل. وحسب تصريح السيد لافرينيتيف رئيس الوفد الروسي إلى أستانة اقترحت موسكو على واشنطن أن تكون طرفاً ضامناً في محادثات أستانة إلا أن الأخيرة رفضت فالإدارة الأمريكية لا تريد أن تكون طرفاً ملحقاً للروس في أستانة ولا تريد المشاركة بعملية تقودها موسكو وتحرك "رياحها السياسية" أنى تشاء, بل تحاول الإبقاء على جنيف كصيغة عمل ثابتة ورئيسية في ما خص الحل السوري مع علمها اليقين أن مسار جنيف مسدود الأفق حالياً, فهناك اختلاف واضح في وجهتي النظر الروسية والأمريكية للحل في سورية وفقاً للمصالح الجيوسياسية والاستراتيجية لكلٍّ منهما, فأمريكا تتبع سياسة "إطالة أمد الأزمة" وتعقيد الحل السياسي وترتيب ذلك مع النظام السعودي ممثلاً بمحمد بن سلمان وليّ العهد وتبين ذلك واضحاً وجلياً من مؤتمر الرياض 2 وما تمخض عنه من بيان لا يمت للواقع السياسي الجديد بصلة, إذ أن الولايات المتحدة تنفذ سياسة بناء القواعد العسكرية في الشمال والشرق السوري كنوع من النفوذ الأمريكي, أما روسيا أخذت ما تريده عسكرياً بحصولها على قاعدتين كبيرتين على شرق المتوسط وهي تعتبر أن الخطوة المقبلة بعد هزيمة داعش يجب أن تكون حصراً في العملية السياسية ونستطيع القول موسكو لا تريد حلولاً عسكرية وهذا واضح, فهي تؤيد الدولة السورية وليس خافياً ذلك على أحد وترفض بشكلٍ واضح شرط رحيل الرئيس الأسد كشرط مسبق للمفاوضات الذي أصبح خلف ظهورنا وخاصة بعد أن حصل الرئيس الأسد على حصة الأسد في الميدان العسكري ورجحت كفة الميزان السياسي لصالحه وانتصاره الصريح على المعارضة. وبدا لافتاً موقف الدولة السورية الحازم برفض الحوار المباشر مع المعارضة مادام بيان الرياض 2 قائماً ومطالبة الدبلوماسية السورية بسحبه أمر صحيح وصائب تماماً لسببين: الأول: أن هذا البيان لم يراعِ المستجدات السياسية والعسكرية على أرض الميدان, فما تملك من سيطرة ميدانية ستصرف في البنك السياسي التفاوضي بالسعر الذي يوازي أهمية ومساحة المناطق التي تخضع لك, والثاني: توقيته الخاطئ الذي قتل جولتي جنيف 8 الأولى والثانية وأصابه في الصميم, وعطل فعاليته تماماً وأصابه بشللٍ يمنع أي حركة سياسية تدفع بالوصول إلى الأمام, أضف إلى لك أن اتهام المبعوث الأممي للدولة السورية في عدم رغبتها في الحوار غير دقيق مطلقاً فدمشق كانت تفاعلت مع تعديل المواد القائمة في الدستور الحالي وأبدت استعدادها للمشاركة في لجنة لهذا الغرض, وطرحت موضوع الانتخابات البرلمانية بما يراعي السيادة السورية لكن بيان الرياض 2 عطل المفاعيل السياسية للطروحات السورية ووضع العصي في عجلات جنيف 8, ناهيك عن التمثيل غير العادل لمنصات المعارضة في الوفد المفاوض, فلم يشكل هذا الوفد المعادل الموضوعي والممثل الحقيقي لأطياف المعارضة وجاء مخالفاً لروح وجوهر قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الذي أكد على ضرورة مشاركة كل ألوان المعارضة وعدم إقصاء أي طرف, فبرزت هيمنة واضحة لما تسمى "منصة الرياض" على تشكيلة الوفد المفاوض إلى جنيف 8, فالحل السياسي في سورية يحتاج إلى إرادة سياسية من ولاة أمر المعارضة وفي المقدمة الولايات المتحدة والنظام السعودي واقتناعهم بالحل السياسي وتقبلهم للواقع العسكري الجديد الذي رسخ قوة الرئيس بشار الأسد وأكد صلابة الدولة السورية بعد مرور سبعٍ عجاف من عمر الأزمة في سورية.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © موقع زنوبيا الإخباري
Powered by Ten-neT.biz An Internet Company