كلمات | شوفو سوريا |
دراسات | رياضة |
فريـش | بزنس |
وجهات نظر | الموقف اليوم |
محليات | احوال البلد |
فن الممكن | عيادة زنوبيا |
افضح الفساد |
في ظل تشابك وتعقيدات الصراع في الشرق الأوسط وما تعانيه بعض دوله من إرهاب منظم تقوده وترعاه الولايات المتحدة ومن دار في فلكها دوليا ويتبناه إقليميا النظام السعودي والنظام القطري من خلال دعم الفصائل الإسلاموية وإيدلوجيتها السلفية المتطرفة تحت مظلات دينية شتى مرورا بفكر محمد بن عبد الوهاب وصولا إلى حسن البنا وجماعة الإخوان المسلمين الذين يتبعون نهجا سلفيا إرهابيا ينشر الكراهية ومشاعر الحقد في العالم ،يبرز "محور مكافحة الإرهاب" المتمثل بالحلف الرباعي موسكو طهران دمشق بغداد وجهوده الحثيثة مع المقاومة اللبنانية في مقابل الحلف الآخر "محور دعم الإرهاب" الممتد من واشنطن إلى الدوحة ، فبوجود القاعدتين الروسيتين البحرية في طرطوس والجوية في اللاذقية تكون موسكو قد أرست معادلة ردع جديدة في الشرق الأوسط لتجعل من يريد الاعتداء على السيادة السورية يحسب ألف حساب قبل تنفيذ خطوته المتهورة وهذا ما أكدته الأيام الماضية فبعد أن نفذ الأمريكيون الكثير من الطلعات الجوية فوق سورية عموما والساحل السوري بشكل خاص وهندسوا مسرحية قالوا فيها إنهم رصدوا استعدادات لدمشق لتنفيذ هجمات كيميائية ثبت كذبها سابقا ولاحقا وأعدوا العدة لضربة عسكرية، انهزموا في اللحظة الأخيرة أمام التهديدات الروسية التي اختبروا جديتها وجاءهم الجواب على عكس ما يشتهون ،فتراجع الأمريكيون عن قرارهم ورفعت أقلام عسكرييهم وجفت صحف مخططاتهم،ثم إن الأمريكيين لم يقدموا أي أدلة حقيقية على ملف الكيميائي معتقدين أن العالم ما زال يحكم بالطريقة السابقة وأنهم ما زالوا يلعبون دور "شرطي العالم" ،لكن بينت لهم أنظمة الدفاع الجوي الروسية في الساحل أن ذلك الزمن انتهى ولن يعود على الأقل على المدى المنظور . ومن تفاصيل البروتوكول الموقع بين الحكومتين السورية والروسية لنشر القوات الجو فضائية بند هام يتعلق بالحراسة الخارجية للقواعد الروسية التي أنيطت تلك المهام بالجانب السوري وما يعني ذلك من احترام واضح من قبل الروس للسيادة السورية ولقرار دمشق المستقل ،إضافة لاحتواء ذلك الاتفاق على بند ضبط الأمن الداخلي للقواعد والدفاع الجوي الذي أخذ على عاتق الجانب الروسي وما يشير ذلك إلى حماية القدرات الصاروخية الدفاعية الروسية لسماء سورية ضد أي اعتداء خارجي بما أطلقت عليه سابقا "معادلة الردع الجديدة" في الشرق الأوسط وفي الساحل الشرقي للمتوسط خصوصا. وها هو المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا يختتم جولة جنيف السابعة بعد نجاح كبير للدبلوماسية السورية بفرض سلة "محاربة الإرهاب" كأولوية في الناقشات التي حصلت وذلك إبان الضغط العسكري الميداني الذي مارسه الجيش العربي السوري والتقدم الكبير الذي حققه على جبهات عدة والدور السياسي الذي لعبه الحليفان الروسي والإيراني في إعلاء سلة "مكافحة الإرهاب" على السلل الأخرى، وتصريحات دي مستورا الذي لم نعهده إلا منحازا للمحور الأمريكي فقد بدت كلماته حول تلك السلة منتقاة بعناية تقصد منها إرضاء الحكومة السورية والروس والإيرانيين بعد أن علم واقع التوازنات الجديدة في الملف السوري والتي تميل بصورة واضحة لصالح الدولة السورية وحلفائها. ولو نظرنا إلى الداخل السوري بمنظار الواقعية نرى أن الدولة السورية تعيش حالة ارتياح كبير عسكريا وسياسيا وما أكد ذلك التوجيهات التي أمر بها الرئيس الدكتور بشار الأسد لمجلس الوزراء منذ فترة وجيزة وتأكيده فيها على سيادة القانون والنظام العام وتطبيقه على الجميع دون استثناء ،وما يبعث ذلك من رسائل للداخل والخارج مفادها أن الدولة السورية بدأت باستعادة عافيتها وأن تحرير باقي الأراضي السورية مسألة وقت لا أكثر .
جميع الحقوق محفوظة 2024 © موقع زنوبيا الإخباري
Powered by Ten-neT.biz An Internet Company