كلمات | شوفو سوريا |
دراسات | رياضة |
فريـش | بزنس |
وجهات نظر | الموقف اليوم |
محليات | احوال البلد |
فن الممكن | عيادة زنوبيا |
افضح الفساد |
أرخت العمليات العسكرية التي أطلقها الجيش العربي السوري مدعوماً بتشكيلات كبيرة ومتنوعة من قوات "الدّفاع الوطني" العاملة إلى جانبه، بثقلها الكبير على أكثر الجبهات سخونة في الجنوب السوري، بدءً من الغوطة الشرقية التي دخلت يومها الرابع وسط تقدّم واضح من جهة أطراف دوما، حيث وصلت القوات المهاجمة إلى عمق مزارع الريحان "مركز طلاق الصواريخ وقذائف الهاون على دمشق"، إضافةً إلى توغل استراتيجي من جهة "تل كردي وتل الصوان" اللتان تشكلان بسقوطهما مقتل الميليشيات المسلحة في عمق الغوطة الشرقية وعلى وجه الخصوص مدينة "دوما" معقل ميليشيات "جيش الإسلام"، لتختم قوات الجيش رحلتها العسكرية مساء أمس بالسيطرة على مزرعة لـ"الصيصان وأجزاء واسعة من مزارع عالية". في المقابل، دخلت العمليات العسكرية التي أطلقها الجيش السوري في "درعا" وتحديداً الريف الشمالي للمحافظة، يومها الثاني مع تسجيل تقدّم كبير وسيطرة سريعة على عدة تلال استراتيجية أهمها "تل الشحم – تل عريد – تل المصيح – تل فاطمة – تل غشيم – تل العلاقيات"، لتصبح كل من بلدتي "دير العدس وكفر شمس" بحكم الساقطتين عسكرياً، مع تسجيل انسحابات كبيرة لجبهة النصرة منهما بعد أن قامت بحشد كل قواها العسكرية لمنع سقوط هاتين البلدتين الاستراتيجيتين.
توالت نداءات الاستغاثة بعد العملية العسكرية السريعة في الريف الدمشقي والريف الدرعاوي، فالميليشيات التي "ثابرت" في الأيام الماضية على استصدار بيانات التهديد والوعيد للقيادة السياسية والعسكرية السورية، تفاجأت بحجم المعلومات التي يملكها الجيش السوري منذ الضربة الأولى التي وجهها لهم سواءً في ريف دمشق أو درعا والقنيطرة، فالأهداف كانت بحجم الضربة ومنتقاة بعناية، وقوات المشاة شقّت بين الفصائل المتشددة طريقها وسط دعم مدفعي وصاروخي ساهم في تسريع عمليات الحسم والسيطرة وتحقيق الجزء الأول من الهجوم، لتبدأ تل الميليشيات التي تنضوي تحت مايسمّى "الفيلق الأول" الذي أطلق أول أمس معركة "كسر المخالب" لضرب حواجز ومقار الجيش السوري بالجملة، إلا أن العملية الارتدادية التي قام بها الجيش أبقت "كسر المخالب" على الورق لتصبح فعلياً "كسر الخواطر" على تلك الميليشيات،التي وحتى هذه اللحظات اكتفت ببيانات الاستعائة وطلب المساعدة من "الجبهة الجنوبية" أي على الحدود مع إسرائيل والأردن، حتى لو وصلت حدّ "الإفراغ"، مما يثير عدّة تساؤلات حول اطمئنان تلك الميليشيات من "إفراغ" خطوطها الخلفية دون حماية، لو أنها "لا تضمن حماية كل من القوات الإسرائيلية والأردنية المرابطة على الحدود مع سوريا" ..؟؟
الأردن أدخل في الأيام القليلة الماضية أكثر من 5000 مقاتل تدرب على أراضيه وفي معسكراته وتحت إشراف ضباطاً "أميركيين وبريطانيين وسعوديين واردنيين"، كان هدفهم توسيع سيطرة الميليشيات على الريف الشمالي والجنوبي لدرعا، وتعزيز "خط الأمان" الذي تعمل الميليشيات على تأسيسه مع إسرائيل من جهة القنيطرة، لكن العملية العسكرية التي أطلقها الجيش أحبطت "الخطة" وأربكت القائمين عليها وسط الانهيارات السريعة لتلك الميليشيات على الجبهات التي تشهد تقدماً لوحدات الجيش السوري هذا من جهة، من جهة أخرى، فإن خروج اللواء «رستم غزالة» رئيس فرع الأمن السياسي بشريط فيديو يتجوّل متفقداً "خطوط النار" في درعا، رسالة قوية موجّهة للخارج وليس لـ"ممثليهم في الداخل"، وعلى النظام الأردني والسعودي إضافة إلى إسرائيل أن يجتمعوا اليوم ليتشاركوا في فك "طلاسم" هذه الرسالة، فاللواء «غزالة» كما هو معروف ليس رجل شاشات و"استعراضات" مثله مثل أي ضابط ميدان في الجيش العربي السوري، إلا أن ظهوره أمس مع تشكيلات "المقاومة" في درعا، فهذا دليل بأن القيادة السورية حسمت أمرها بشأن الجبهة الجنوبية من درعا للقنيطرة، وأنها باتت بإشراف اللواء «غزالة» ابن قرية "قرفة" في درعا، والتي أحبطت منذ يومين أعنف هجوم عليها شنّته "جبهة النصرة" انطلاقاً من "الأردن"، مما يكرّس أكثر أن «غزالة» رشّح نفسه لهذه المهمة كونه العارف بتفاصيل "التدخل الاستخباري" لإسرائيل والأردن والسعودية في محافظة درعا، خاصّة وأنه "ضابط استخبارات" من العيار الثقيل، وصاحب "نظرة أمنية" لم تخطئ سابقاً كما أنها لن تخطئ اليوم في حساباتها.
السيد «وليد المعلّم» وزير الخارجية السورية، مدّ يد الدولة السورية للأردن للتعاون في مكافحة الإرهاب الذي كان «الكساسبة» إحدى ضحاياه البشعة والمستمرة، لكن رد الحكومة الأردنية لم يكن بالمستوى المطلوب أو المقبول، عندما ترفض الاعتراف بأن أرضها كانت "ضحية" و"منطلق" لتلك الميليشيات التي تهدد الأردن اليوم كما تهدد سوريا والعراق وكل دول المنطقة، ولم تفهم الحكومة أن عرض «المعلم» هدفه فقط حماية الأردن من "ألم" هذه التنظيمات الذي أذاقت في سوريا لأربع سنوات، إضافة إلى ذلك، فإن رد الحكومة الأردنية لم يكن بعيداً عن طريقة تلقّف "الشارع الأردني" لردود أفعال السوريين على "استشهاد الكساسبة"، وانتقادهم أي "السوريين" لـ"عرض العضلات" الذي قدّمه الملك «عبد الله»، فما قاله العاهل ورئيس أركان الجيش الأردني في تعليقهما على نتائج عمليات "الشهيد معاذ" التي قام بها سلاح جو المملكة ضد مقار "داعش" في الرقة، بأن "الغارات قضت على 20% من قدرات داعش، وأن التنظيم بدأ بالهرب وإخلاء مقاره بعد تلك المقار" ليس كلاماً يخرج من فم عاقل حقيقةً، خاصة وأنه يتعارض مع ماكشفته وزارة الدفاع الأميركية عندما قالت أن "آلاف" الغارات التي شنّها التحالف لم تستطيع أن تقضي إلا على "عشر أعشار قوة التنظيم" ... هذا التناقض الذي استوقف السوريينو طرحوا حوله "بطريقة ساخرة" آلاف الأسئلة المحقة، ألم يستوقف الأردنيين ولو للحظة. ألم تبيّن لكم أن ما قاله مسؤوليكم هو عبارة عن "هشت" أو "كذب" كما عبر موقع "Arab Times" عن تلك التصريحات ..؟؟
كما قلنا سابقاً، الامتداد الجغرافي الذي يشهد عمليات عسكرية اليوم من "الريف الدمشق وحتى ريف درعا والقنيطرة"، يخبّئ في سرّه الكثير من الأجوبة عن الآلاف من أسئلتنا حول استقتال تلك الميليشيات لإتمام السيطرة على الجنوب السوري بمساعدة إسرائيل والاستخبارات الأردنية والسعودية، وان سيطرة الجيش السوري على ذلك الامتداد الاستراتيجي، يعني تعرية تلك الأجهزة الاستخباراتية العربية المشاركة في إحراق سوريا وقتل السوريين، وأن "استنفار" تلك الدول اليوم، يعني أيضاً بأنه بات يشعر بـ"سقوط مشروعه"، وأن اعتماده على تلك الميليشيات ورهانه عليهم ماكان إلا خطيئة قد لايتحمّل وزرها في الأيام القديمة، وأن اليد التي رفضت أن تمتد للصلح والتعاون اليوم، لن تتمكّن من حمل السلاح والدفاع عن نفسها غداً .
جميع الحقوق محفوظة 2024 © موقع زنوبيا الإخباري
Powered by Ten-neT.biz An Internet Company