كلمات | شوفو سوريا |
دراسات | رياضة |
فريـش | بزنس |
وجهات نظر | الموقف اليوم |
محليات | احوال البلد |
فن الممكن | عيادة زنوبيا |
افضح الفساد |
رغم المعاناة التي يعيشها الجزء الأكبر من أهالي المدينة جراء ممارسات المجموعات المسلحة وسوء الأوضاع المعيشية في بعض المناطق منها، تأتي مناسبة عيد الميلاد المجيد هذا العام لتكسر بمعانيها ورسائلها السامية وحشة المشهد الحمصي وبشاعة آثار التدمير الذي دأب المسلحون على ممارسته في المدينة. وهاهي شجرة الميلاد بقماشها الأخضر وزينتها الحمراء تغير رتابة اللون الرمادي الطاغي على حي الحميدية في حمص، الذي يحتفل للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات بعيد الميلاد، بعد عودة بعض سكانه إليه بعد طرد المجموعات المسلحة، حيث أقيمت مغارة صنعت من الركام على مقربة من الشجرة التي تتوسط ساحة الملجأ في هذا الحي، تتوسطها تماثيل لرموز مغارة الميلاد. وامتدت زينة الميلاد في الحي الواقع في حمص القديمة لتشمل أبواب المنازل وشرفاتها، حيث قام بعض سكان هذه المنازل بتعليق الأشرطة البيضاء المضاءة عليها، على حين قام آخرون بطلي الجدران بألوان زاهية، ورسموا عليها الزهر. وقالت إحدى ساكنات الحي والعائدة إليه مؤخراً: «عندما دخلنا الحارة، كان السواد يعم المكان. نحاول اليوم أن نجعله مفعماً بالألوان». وأضافت: «لقد حولنا بمناسبة عيد الميلاد الأنقاض الموجودة إلى فرح وفن وجمال يدخل البهجة إلى قلوب الأطفال، وصنعنا منها المغارة». وعاد آلاف السوريين في مطلع أيار لتفقد منازلهم التي وجدوها مدمرة في حمص القديمة بعد أن دخلها الجيش العربي السوري للمرة الأولى منذ أكثر من سنتين وخروج آخر مقاتلي المعارضة بموجب اتفاق غير مسبوق بين الطرفين. وقال أحد سكان الحي وهو يجلس مرتاحاً على أريكة في منزله بعدما أعاد تأهيله: «لقد خرجنا من الحي في شباط 2012 مع أغلب السكان وعدنا إليه، إن فرحتنا بالعودة للاحتفال لا توصف». واعتبر وهو ينظر إلى صورة التقطها قبل الأزمة مع أفراد عائلته المؤلفة من 23 شخصاً وأعاد تعليقها بعد أن كان قد أخذها معه لدى خروجه من المنزل أن «الأعياد المجيدة فرصة لنحاول إعادة الزمان إلى الوراء رغم الأضرار والماسي». من جانبها قالت ساكنة أخرى من سكان الحي وهي تبتسم أثناء انتقائها لزينة الميلاد: «لقد هجرنا لثلاث سنوات ولم نحتفل خلالها بعيد الميلاد. كنا مصممين على ألا نحتفل قبل أن نعود إلى حارتنا ومنزلنا»، مضيفة: «عيد الميلاد هذا العام يكتسب فرحة كبيرة، لقد زينا الشوارع وأبواب البيوت والشرفات، حتى وهي مدمرة لنغير من شكلها». كما أكدت أن «إصرارنا على الاحتفال هو للتأكيد أننا عدنا إلى حياتنا السابقة وإلى الحي الذي خلقنا وترعرعنا وتزوجنا وزوجنا أولادنا فيه». وخصصت مكتبة «مريم» الواقعة في الحي لمناسبة عيد الميلاد زاوية خاصة بزينة الميلاد، من أجراس وكرات وشرائط ملونة وضعت على الرفوف إلى جانب الألعاب والقرطاسية. كما علقت على باب المكتبة لوحة ورقية حمراء رسمت عليها أجراس وورود باللون الذهبي تعلوها صورة لملاك وعبارة «السلام على الأرض» بالإنكليزية. وفي مطعم «البستان» الشهير في الحي، تجري أعمال الصيانة والتزيين على قدم وساق لإعادة افتتاحه في ليلة الميلاد. وقال أحد العاملين فيه: «سنكون أول مطعم يعاد افتتاحه في الحي، الحجوزات لقضاء حفلة العيد اكتملت، وقد نضطر لاستيعاب أعداد أكثر، كان الناس يقضون العيد خارج الحي مضطرين، والآن جاءت الفرصة وعادت الحياة». أما في ساحة كنيسة أم الزنار الشهيرة التي تجري حولها أعمال ترميم، زرع كشاف الكنيسة شجرة عيد الميلاد وزينوها بأشرطة حمراء وعلقوا عليها قبعة لبابا نويل. وقال وكيل الكنيسة فرج طراد: إن «الكشاف زرعوا الشجرة إلى جانب شجرة سرو عمرها 150 سنة وطولها 28 متراً قام المسلحون بقطعها». واعتبر مواطن من الحي كان يعمل محاسباً في إحدى الشركات الخاصة وأصبح عاطلاً من العمل أن «إعادة زراعة الشجرة في الكنيسة يدل على أن جذورنا متأصلة بالأرض، ومهما حدث فلن يتمكن أحد من اقتلاعها «لقد خلقنا هنا وربينا هنا وها قد عدنا». ويضيف المواطن الذي وجد منزله مدمراً ويقيم حالياً في منزل أحد أصدقائه: «كانت دعوتنا في الميلاد الماضي تتعلق بالعودة إلى حينا، والآن ندعو لعودة سورية إلى ما كانت عليه».
جميع الحقوق محفوظة 2024 © موقع زنوبيا الإخباري
Powered by Ten-neT.biz An Internet Company