كلمات | شوفو سوريا |
دراسات | رياضة |
فريـش | بزنس |
وجهات نظر | الموقف اليوم |
محليات | احوال البلد |
فن الممكن | عيادة زنوبيا |
افضح الفساد |
رسالته التي نشرتها «العربي الجديد» قبل أيام٬ والتي توجّه فيها إلى الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله. قال بالفم الملآن٬ من على سطح مقالته وفي متن عنوانها: «لقد جعلتَ نفسك عدواً للشعب السوري».
ميشيل كيلو معارض سوري قديم اعتُقل طويلاً في عهدَي الرئيسين حافظ وبشار الأسد. لم يحتمل أن تتحوّل ثورته إلى مذبحة٬ فآثر الدفاع عنها بما أتيح من وسائل. راح في المقالة يسوق سلسلة من الحجج الأخلاقية٬ التي يغذيها فائضٌ من اليقين بأن موعد النصر مرصود٬ وذلك في سبيل إصدار حكم «الشعب السوري» على «حزب الله» وحلفائة. بدا كمن يقف أمام فقاعة٬ يتأمل قشرتها الخارجية٬ ويشير بسبابته إلى الواقفين على الجانب الآخر منها ومن تطلّعاته الثورية٬ محذراً أياهم من الغرق في الوهم. هم يعيشون حالة إنكار. «الشعب السوري» سينتصر. وهو واثق من ذلك.
لم يحدد كيلو المقصود بـ «الشعب السوري»٬ علماً أن الأرقام التي يوثّقها «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض تفيد على الدوام بأن نصف عدد الضحايا٬ تقريباً٬ من البيئة التي يسيطر عليها «النظام». فيما عددٌ مُعتبر من ضحايا المعارضة سقطوا نتيجة معارك بين فصائلها. لا بأس. فقد يكون الأمر فاته.
لكنه لم يشرح كذلك سبب يقينه بأن «سقوط لبنان» يمكن أن يحدث في أي وقت يقرّر فيه الثوار «الدخول إليه للاقتصاص من «حزب الله» الذي يقتل أطفالهم». سبق أن كتب كيلو في «الشرق الأوسط» عن النظام الذي يُرجَّح أن ينهار ومعه يتهاوى «نظام الملالي في طهران» و «حزب الله». كان ذلك قبل ثلاثة أعوام تقريباً٬ لدى طرح واشنطن خيار التدخل العسكري في الشام. خان الأميركيون «وعدهم»٬ وخاب ظنه.
ما علينا. لعله عوّض الأمر في الرسالة بشرح سلوكيات النظام حيال شعبه. فهو رأى أن قادة السلطة تحركهم «أحقادٌ أقنعتهم بتنصيب أنفسهم محاربين من أجل حق الإمام علي في الخلافة». حسناً٬ النظام السوري مستبد. لكن يريد إحياء الخلافة؟ لعلها زلة لسان. أو لربما اختلطت عليه الأمور. دعك من «داعش». هل سمع خطابات قادة المعارضة المسلحة الأخرى النافذة على الأرض٬ كقائد «جيش الإسلام» السابق زهران علوش الذي توعّد «الشيعة الأنجاس» بأن «يعود مجد بني أمية في دمشق والشام» وبأن «يطأ رؤوسهم في النجف»٬ أو قرأ تغريدة قاضي «جيش الفتح» (الذي يضم أكبر سبع فصائل في الشمال) على «تويتر»٬ التي «بشّر فيها المسلمين بأن المجاهدين كسروا الصلبان في كنائس النصارى» بعد السيطرة على بلدة كسب٬ أو تابع فتاوى «النصرة» الخاصة بردّة أهل السّنة دُعاة الديموقراطية؟
هل قصد هؤلاء بحديثه عن «شراسة مقاومة مقاتلي الحرية ضد النظام»؟ سبق له أن قال في مقابلة مع «النهار» إنه يعتبر «جبهة النصرة» «قوة مقاومة» (29/10/2014). لكنه في رسالته الأخيرة لم يُسمّ سوى «الجيش الحر». غريب. هو نفسه قال في مقالة سابقة في «العربي الجديد» (25/7/2014) إن «الجيش الحر» «لم يعد بيده سوى عشرة في المئة من مساحة سوريا». كان هذا قبل عامين٬ وتحت عنوان «الإجهاز على الثورة».
حسناً٬ يمكن الدفاع عن ميشيل كيلو حين كان معتقلاً سياسياً. ذاك كان واجباً أخلاقياً. لكن شرح التناقض المهول في تشخيصه الوقائع الراهنة وتوظيفه الصريح لها بما يتجاوز المنطق٬ يستدعي وقوفنا أمام الفُقاعة التي يحدق في قشرتها الخارجية ملوّحاً بسبابته٬ إنما من الداخل٬ فيما العالم الحقيقي يجري عند الناحية الأخرى.
ميشيل كيلو٬ والحال هذه٬ ليس فرداً. بل شخص يُقاسُ عليه لفهم واحد من أسباب ما نحن فيه اليوم.
السفير - ربيع بركات
جميع الحقوق محفوظة 2024 © موقع زنوبيا الإخباري
Powered by Ten-neT.biz An Internet Company