كلمات | شوفو سوريا |
دراسات | رياضة |
فريـش | بزنس |
وجهات نظر | الموقف اليوم |
محليات | احوال البلد |
فن الممكن | عيادة زنوبيا |
افضح الفساد |
نضال الأحمدية
لم تكن أسماء الأسد خلال سنوات الحرب السورية وقبلها إلا سيدة معروفة بأناقتها، واستطاعت أن تشغل الرأي العام العالمي والعربي بإطلالاتها وأحذيتها وأناقة ما ترتدي.
خلال سنوات الحرب، لم يخفت وهج حضور السيدة السورية الأولى، بل أصبحت إطلالتها أكثر جدلاً، وصارت سبباً لأزمة جديدة.
لم تكن أسماء الأسد يوماً عادية، بل دائماً كانت نموذجاً في اختياراتها لما تطلّ به، وفي تصرّفها مع الناس، وفي كلماتها وتصريحاتها.
الأسبوع الماضي، شاركت سيدة سوريا الأولى في أكثر من نشاط، فأطلّت ليومين خلال حفلَي تكريمها لفريق الأولمبياد السوري الذي شارك في الأولمبياد العالمي الذي أقيم في اليونان، حيث حصل الفريق السوري على المرتبة الثانية حائزاً على سبعين ميدالية.
أما الإطلالة الثالثة فكانت في عيد الأم، خلال تكريمها لأمهات الجرحى في الجيش السوري والمواطنين.
خلال متابعتي للصور المنشورة، لاحظتُ أنّه في إطلالتين من الإطلالات الثلاث، ارتدت السيدة الأولى الحذاء نفسه.
للوهلة الأولى فوجئت، لكنّي عدت أتأمل في سبب ارتدائها الحذاء نفسه، وفي ما إن كان في الأمر عيب، لكنّي ابتسمت، وتساءلت بيني وبين نفسي: أليست هذه السيدة الأولى التي تحدثت عنها وسائل إعلامية غربية وأهمها البريطانية، وعن أحذيتها وملابسها قبل الأزمة في سوريا، وبعدها راحوا يعيّرونها بأناقتها وصاروا يتهمونها بانشغالها بالاهتمام بنفسها، بينما الحرب قائمة في سوريا؟
أليست هي نفسها، السيدة الأولى التي يريدونها «مفشكلة»، وفوضاوية في شكلها، ويريدونها أن تستغني عن أناقتها لأنّ الحرب تعيث فساداً في البلاد والعباد؟
أليست هي من يريدونها «بشعة»، لأنّ حرباً أرادوها على أرضنا، تقتل وتذبح أولادنا وأهالينا وتدمّر منازلنا؟
بلى هي.. تطلّ مرتين بالحذاء نفسه، غير آبهة لما قد يُكتب من تحليلات وتفسيرات وقصص وحكايات من الخيال عن فقر أو عوز أو نقص في الموجودات من ثياب وأكسسورارات وأحذية وما إلي آخره من خيالات قد يخترعها روّاد الاختراعات عبر مواقع التواصل الإجتماعية.
طلّت أسماء الأسد بالحذاء نفسه، فردّت ولو بشكل غير مباشر على من ينتقدها، مّمن تركوا كل ما يحصل في سوريا، وتلّهوا بحذاء وفستان وتنورة!
أطلّت بالحذاء نفسه، لتقول لهم أنّ الحذاء لا يصنع أناقة، ولا تكراره يُقلّل من أهمية الحدث، وأنّها لا تتلهى بحذائها عن الأزمة، بل هي وفي عزّ أزمة سوريا تطلّ سيدة أولى.. لا جارية!
انحنت للأم فصارت الحالة للمرة الثانية!
على الإنترنت، وبعد تكريمها لأمهات جرحى الجيش، انتشرت صورة للسيدة أسماء تنحني فيها لإحدى السيدات المقعدات، وتساعدها لتضع قدمها على الكرسيّ المتحرك.
سيدة أولى لا تفعل ما تفعله أسماء الأسد طبعاً، لكنّ أسماء تعتبر نفسها معنيّة بالكبير والصغير في سوريا، لا تعرف فوارق ولا تؤمن باختلاف، بل تتصرّف كمواطنة عادية، كناشطة اجتماعية والأهم كإنسانة!
هذه الصورة ذكّرتني بتلك التي انتشرت بعد قسَمِ الرئيس شار الأسد الدستوري وكانت حينها تنحني أمام سلطان الطرب جورج وسوف، لتتحدّث إليه.
السيدة الأولى تنحني لفنان كبير وامرأة مسنّة، لا لكعب عالٍ عيّروها به!
الجرس
جميع الحقوق محفوظة 2024 © موقع زنوبيا الإخباري
Powered by Ten-neT.biz An Internet Company