كلمات | شوفو سوريا |
دراسات | رياضة |
فريـش | بزنس |
وجهات نظر | الموقف اليوم |
محليات | احوال البلد |
فن الممكن | عيادة زنوبيا |
افضح الفساد |
ينطلق السؤال من مجموعة معطيات ميدانية واستخباراتية ذات مدلولاتٍ سياسية، وبعض التّسريبات من محافل راسمي السياسة في الغرب، أي أن مقالتي هذي لا تستند على أوهام و أحلام اليقظة، كما يتوهم بعض من وقع نظره على العنوان: 1- في مؤتمر لندن عام 1907م، قُدمت عدة مشاريع بخصوص العالم الإسلامي والعربي، وفي عام 1909م أُختير مشروع رئيس الوزراء البريطاني الذي عرف بمشروع كابل، وتوصي إحدى فقراته على إنشاء كيان يفصل الوطن العربي قسمه الأسيوي عن قسمه الأفريقي من أجل:( إسكان أرض فلسطين بالجماعات اليهودية غير المرغوب فيها في المجتمع الغربي، من أجل تحقيق الوحدة القومية لدول أوروبا). 2- توظيف تلك الجماعات في معسكرٍ على أرضِ فلسطين سُمِّي- دولة إسرائيل التي تدور في فلك أوروبا- لتكون مخفراً أمامياً للغرب في وجه آسيا البربرية-على حد زعمهم-. -3استقرار اليهود في البلاد التي تضم مهد الدّيانة المسيحية و أقدس مقدساتها تخدم المصالح المسيحية الكبيرة والعليا لنزعها سيادة العرب والمسلمين عنها. 4- أن السّاحل الشّرقي للبحر الأبيض المتوسط يشكّل بالنسبة لآسيا جبهتها البحرية وجادتها العريضة في ذات الوقت، بالإضافة إلى أنّ هذا السّاحل يشكّل بالنسبة لأوروبا رأس جسرٍ واسع نحو آسيا. ثمّ تطوّر مفهوم الكيان الصّهيوني العنصري إبان مرحلة الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي ومنظومته الاشتراكية من جهة والولايات المتحدة الأمريكية ومنظومتها الرّأسمالية من جهة أخرى، لتصبح وظيفته حماية المصالح الغربية في الوطن العربي، وتحديداً في مشرقه الذي أعتبر منطقة تدخل استراتيجي، لأن كلاً من المنظومتين أدخلته في دائرة أمنها القومي، لذلك نشأ في تلك الأونة ما عُرِف بحروب الوكالة، وحظي الكيان، ذاك الجسم الغريب المتطفل، في تلك الأونة بكل الدّعم المطلوب من أمريكا و أوروبا, سياسياً و أمنياً و إقتصادياً ومالياً و زد على ذلك الحماية المباشرة، كما حدث في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 و حرب تشرين التّحريرية 1973م، كونها وكيلاً أصيلاً للغرب في مواجهة الدّول العربية المحسوبة على الإتحاد السوفيتي ولكن الأخيرة تعتبر وكيلاً غير أصيل بسبب الاختلاف الإيديولوجي. وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي ومنظومته دخلت أمريكا إلى المنطقة من بوابة العراق في حرب الخليج الثّانية، ثمّ أنشأت قاعدة عسكرية لها في قطر، ونقلت قيادتها الوسطى إليها في محاولةٍ لتكريس نفسها كقطب وحيد للعالم. وبالمقابل أعاد الرئيس بوتين مكانة روسيا الدّولية ملغياً أحادية القطب الواحد وحوله الصّين والهند والبرازيل، ودخلت المنطقة من خلال تحالفها مع سوريا و إيران، وتعزز وجودها بالقاعدة العسكرية في طرطوس ثمّ تدخلها عسكرياً في الأزمة السّورية، وبذلك سقط مفهوم التّداخل الاستراتيجي والحروب بالوكالة وأصبحت الدّول الكبرى تدافع عن مصالحها بنفسها، وبذلك فقد الكيان الصّهيوني أهميته العسكرية في حماية مصالح الغرب، وكانت أول إشارة له بهذا التوجه منعه من التدخل في حرب أمريكا وحلفائها للعراق رغم سقوط 39صاروخ سكود عراقي على منشأته الأمنية والعسكرية بأوامر من الرئيس الرّاحل صدام حسين بعد اندلاع حرب الخليج الأولى بيوم واحد 1991، وفي المقابل كان الكيان الغاصب قد أقدم على قصف مفاعل تموز النووي العراقي في العام 1981. ولأن الغرب يتعامل بالسياسة بمفهوم الرّبح والخسارة، فقد تحوّل الكيان العنصري من حامي للمصالح إلى عبء سياسي ومالي، تدفع فواتيره مواطني دول الغرب، وزاد من هذا العبء ممارسات الكيان الصّهيوني ضد الشعب الفلسطيني المسالم، وإفشال حكوماته المتعاقبة لكل مساعي السّلام العربية والدّولية,بالإضافة لاستخدامه العنف المفرط و القوة غير المتكافئة ضد العرب الفلسطينيين ، مما وضعهم في حرج شديد مع شعوبهم, و هذا يجعل مربع الصراع الصّهيوني العربي قابلاً للانفجار ويؤثّر على كامل منطقة الشرق الأوسط بسبب عمقها العربي والإسلامي والمسيحي، وما مقاطعة الجامعات و مراكز البحث الأمريكية والأوروبية بالإضافة لمقاطعة منتجات المستوطنات الصّهيونية، ليس إلا بداية توجّه لفقدان الكيان لأهميته لدى المواطن الغربي الذي يشكّل بمحصلته ضغطاً على حكومته لتغير موقفها منه. وفي دراسة ليوسي بيلين وهو وزير إسرائيلي أسبق و أحد مهندسي اتفاق أوسلو، نُشرت عام 2005م صرّح: بزوال العنصر الصّافي لليهود بسبب الزواج المختلط الذي أصبح نسبته 60/100، وهذا يعني إمكانية اندماجهم بالمجتمعات التي قدموا منها وخصوصاً الأوروبية. وفي ذات السياق قال المستشرق د. كيفن بارت في مقال أشبه بالقنبلة ( العالم من غير اسرائيل ) : أمريكا لم تعد تملك الموارد العسكرية والمالية للاستمرار في دعم إسرائيل ضد رغبات أكثر من مليار إنسان بجوارها. إن التحدث بشكل علني أو من خلال التسريبات عن زوال الكيان العنصري المتطرف من قبل أجهزة الاستخبارات العالمية و مراكز الأبحاث والإستشراق التي تعتمد الطبقة السياسية في الغرب على أبحاثها، تكمن في أنها موجّهة لعقل سكان الكيان الغزاة ليفكّروا في وجودهم المارق، والبحث عن مكان لاستقرارهم و خصوصاً أصحاب المعامل والشركات و رؤوس الأموال مع العلم أن معظم اليهود من حملة الجنسيتين وهذا يؤدي إلى دفع اليهود الصهاينة إلى الهجرة بشكل كبير من وطننا فلسطين وبدء نهايتهم المحتومة في انهيار ما تبقى من الكيان الطارئ.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © موقع زنوبيا الإخباري
Powered by Ten-neT.biz An Internet Company