كلمات | شوفو سوريا |
دراسات | رياضة |
فريـش | بزنس |
وجهات نظر | الموقف اليوم |
محليات | احوال البلد |
فن الممكن | عيادة زنوبيا |
افضح الفساد |
يبحث الفنانون الروس اليوم إمكانية إعادة تعريف منظومة قيم المجتمع الغربي في زمن الشعارات أو الماركات المسيطرة عليه، حيث أخذت أعمالهم تترجم استبدال القيم الحقيقية بقيم فرزتها الرأسمالية وأصبحت الرموز الفكرية والتاريخية والدينية ملكاً لثقافة عامة الناس، وبدأ عدد من المثقفين الروس يقدمون بعض المشاريع الفنية المهمة التي تعكس حقائق عالم اليوم. من بين هؤلاء الفنانين الكسندر كوزولابوف الذي مزج على صدر لوحاته صوراً تعود لأنموذجين فكريين متعارضين: الرأسمالية والشيوعية فنرى الشعار المشهور لكوكا كولا يتممه طيف فلاديمير لينين وإلى جانبه عبارة تقول: «إنه المرجع الحقيقي». وجاءت اللوحة لتستفز شركة كوكا كولا وتدفعها لاتهام كوزولابوف بسرقة شعارها والتلاعب به وإظهار مجموعة كوكا كولا بأنها راعية للشيوعية ومن أعمال كوزولابوف الأخرى المثيرة للجدل أيضاً لوحته التي نقش عليها عبارة: «هذا هو دمي هذا هو لحمي الآدمي» حيث تظهر معها صورة المسيح مع شعارات مكدونالد. وقد أطلق الفنان على هذا المشروع اسم «ملاك الكوليسترول» وهو عبارة عن تمثال منحوت لرجل يرتدي الجينز على شكل رجل مصلوب له ذراعان بأجنحة مذهبة للطعام السريع ولوحة أخرى تعيد تعريف ماركة روسية للكافيار الأسود موضوعة في رداء مخصص للأيقونات الروسية مقدمة ضمن إطار يمثل معرض الفنان تريتياكوف لكن اللوحة سحبت من المعرض بطلب خاص من ناشطين أرثوذوكس وفي هذه الأثناء يقول كوزوبلوف إن هذه الأعمال هي رد على أندي ورهول الذي يرى أن التقاليد الديمقراطية الأميركية قامت على مبادئ المجتمع الاستهلاكي وهناك فنانون شباب من فريق ريسايكل يتجهون بأعمالهم نحو المقدسات كرموز حيث يركز مشروعهم «براديس نت ورك» بشكل أساسي على الفيسبوك وبحسب وجهة نظرهم فإن هذه الشبكة العالمية ليست فقط أداة تواصل بل هي نظام اجتماعي جديد له قيمه الخاصة به وافكاره وطقوسه أي له ديانة خاصة به. ويتساءل الفنانون: ما البصمة التي سيتركها زمننا الحاضر في التاريخ؟ إنه دون شك سيتميز عن الحقب الأخرى لأن الناس لا يسكنون فقط في العالم الواقعي إنما أيضاً في الحيز الافتراضي والمعطيات الآتية إلى هذا العالم سوف تبقى فيه وسيتابع الناس وجودهم على صفحاته حتى لو ماتوا في الحياة الواقعية. وللتركيز على هذه الرمزية أبدع الفنانون تمثالاً عملاقاً نحت عليه الحرف الأول من كلمة فيسبوك «F» وهو يرمز إلى صليب أثري مدهش يكتمل بلوحة تحتوي على عشر وصايا مستقاة من العالم المعاصر وإن خالف المستخدم قوانين استخدامها فسوف يتم إقفال صفحته ويحرم من الحياة المستمرة داخل الشبكة. أما أعضاء الفريق الفني الكتروبوتيك «المخزن الإلكتروني» فيدرسون في مؤلفاتهم الماركات الشهيرة ومنها «آبل» حيث يمثل تمثالهم المنحوت المضيء «3G» جهاز آيفون مصنوعاً بالطريقة نفسها كمشروع أثري للأممية الثالثة للفنان الروسي فلاديمير تتلين ويرى أعضاء الفريق أن هذا العمل لتاتلين بمنزلة أيقونة طليعية روسية أما الآيفون فهو أيقونة تكنولوجيا العصر. اليوم تؤكد عدة شركات أن هذه المنتجات هي تحف فنية ومن وجهة النظر هذه فإن «3G» هو جوهر الحوار بين الفن والتصميم وفي هذا الصدد يقول فنانو الفريق: «إن الآيفون هو تجسيد معاصر لبابل». فهو يمثل اللغات المبهمة والدخول المباشر إلى عوالم المعلومات المتوافرة في العالم ويضع الكون في جيبك وهذه الوسيلة خلقت لدى المستثمرين وهماً بالحضور الدائم وتحولت في أدمغتهم إلى فوضى حقيقية كما حدث في التاريخ في برج بابل. وقد اختار بعض الفنانين الروس مثل ماريا زاباروفسكا وأندري ليوبليسكي أسلوباً يتموضع على مفترق طرق بين الفن المعاصر والتصميم. وقد كانت أحداث 2005 في الضواحي الباريسية المحرض الأول لقيام هذا المشروع حين قامت مجموعة من أولاد المهاجرين بحرق السيارات التي تعتبر أحد رموز المجتمع الاستهلاكي، فقام الفنانون بإبداع تسعة مواضيع فنية منها سيارات صغيرة تحيط بها ألسنة لهب مصنوعة من البلاستيك وزينت كل سيارة بشعار الفريق الدولي أو بشعار منتج شهير مثل الكوكا كولا ومارتيني ولاكوست وهنكن وباربي وبيبسي ونايك.. وببساطة الشكل فقد تحولت السيارات الصغيرة إلى ألسنة نارية كعلامة فارقة ترمز إلى الكارثة.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © موقع زنوبيا الإخباري
Powered by Ten-neT.biz An Internet Company