كلمات | شوفو سوريا |
دراسات | رياضة |
فريـش | بزنس |
وجهات نظر | الموقف اليوم |
محليات | احوال البلد |
فن الممكن | عيادة زنوبيا |
افضح الفساد |
استقبل السيد الرئيس بشار الأسد اليوم المشاركين في الملتقى العربي لمواجهة الحلف الأمريكي الصهيوني الرجعي العربي ودعم مقاومة الشعب الفلسطيني الذي يضم قوى واحزابا وشخصيات من دول عربية عدة.
وشدد الرئيس الأسد خلال اللقاء على أن مواجهة المشكلات التي تواجه الأمة العربية وإعادة الألق إلى الفكر القومي الذي لا يمر باحسن حالاته اليوم تتطلب العمل الجاد من اجل توضيح بعض المفاهيم التي استهدفت أمتنا من خلالها ومنها محاولات ضرب العلاقة التي تربط العروبة بالإسلام ووضع القومية العربية في موقع المواجهة مع القوميات الأخرى موضحا أن العروبة والقومية العربية هي حالة حضارية وثقافية وإنسانية جامعة ساهم فيها كل من وجد في هذه المنطقة دون استثناء فهي لا تقوم على دين أو عرق محدد وإنما أساسها اللغة والجغرافيا الواحدة والتاريخ والمصالح المشتركة.
وأكد أنه من الضروري العمل على توضيح فكرة عدم وجود أي تعارض أو تناقض بين الانتماء إلى العروبة والانتماء إلى الإسلام فكلاهما يصب باتجاه الآخر ويعززه لافتا في الوقت نفسه إلى أهمية تفنيد الطرح العرقي المناهض للتوجه القومي وخصوصا في ظل محاولات تقسيم دول المنطقة على أسس عرقية وذلك من خلال التأكيد على أن العروبة تشمل كل الأعراق والأديان والطوائف وبالتالي فإن التراث العربي والثقافة العربية هي مجموع تراث وثقافات كل الأقوام التي عاشت في هذه المنطقة عبر التاريخ القديم والحديث.
ولفت الرئيس الأسد إلى أن هناك عاملا آخر أثر على العمل القومي وهو سياسات بعض الحكومات العربية التي عملت ضد مصالح الشعب العربي عبر خدمة مشاريع خارجية وتسهيل العدوان على دول عربية أخرى الأمر الذي خلق رد فعل سلبيا لدى الكثيرين تجاه القومية والعروبة وهنا يجب عدم الخلط بين الانتماء للهوية والانتماء لنظام سياسي معين لا نرضى عن سياساته وأن نوضح لهؤلاء أن السبب الرئيسي لما نعانيه اليوم من حالات تقسيمية ابتداء بتقسيم العقول وانتهاء بتقسيم الأوطان هو غياب الشعور القومي والانتماء الجامع.
وأشار الرئيس الأسد إلى أن أعداء العروبة والفكر القومي حاولوا إلصاق تهمة التخلف بهما والادعاء بأن زمنهما قد ولى في عصر تسوده العولمة وذلك بهدف جعلنا مجرد أدوات لخدمة مصالح مؤسسات مالية كبرى تقودها الولايات المتحدة.. ولا بد لمواجهة ذلك من التمسك بالهوية ودعم الانفتاح والأفكار التطويرية في إطار برنامج واضح يتوافق مع مصالح الشعوب ويراعي تطور العصر.
وأكد الرئيس الأسد أن القومية ليست فكرة نظرية وممارسة سياسية فقط بل هي انتماء اجتماعي وحضاري الأمر الذي يتطلب إطلاق حوار بناء مع الأطراف الأخرى التي لا تتبنى نفس النهج والسعي لاسترداد أولئك الذين وضعوا أنفسهم في مكان مناقض لانتمائهم الطبيعي ولمصالح وطنهم مشددا على ضرورة ألا يبقى هذا الحوار محصورا في إطار النخب والتيارات السياسية بل يجب أن يخاطب جميع شرائح المجتمع ولا سيما الأجيال الناشئة.
ولفت الرئيس الأسد إلى أن من أهم الأمور التي تقتضيها مواجهة الغزو الثقافي والفكري الذي تتعرض له الأمة العربية هو التمسك باللغة العربية التي تشكل حاملا للثقافة والعروبة باعتبارها حالة حضارية مؤكدا أن فقدان اللغة هو فقدان للارتباط وغربة عن الثقافة التي ينتمي إليها الإنسان.
وأشار الرئيس الأسد خلال اللقاء إلى أن الهدف الأساسي من الحرب التي تتعرض لها سورية منذ سبع سنوات هو إعادتها والمنطقة قرونا إلى الوراء عبر ضرب الشعور القومي والانتماء لهذه المنطقة ووضع الإنسان العربي أمام خيارين إما التخلي عن هويته والارتماء في حضن الأجنبي أو التوجه نحو الفكر المتطرف وتحويل المجتمعات العربية إلى مجتمعات متناحرة ومتصارعة.
وأكد الرئيس الأسد أن هذه الحرب بالرغم من الدمار الكبير الذي ألحقته بسورية لم تسقط إيمان الشعب السوري بحتمية الانتصار على الإرهاب بأدواته الخارجية والداخلية من خلال تضحيات الجيش السوري العقائدي والاحتضان الشعبي لهذا الجيش كما لم تسقط تمسكه بهويته وعقيدته وانتمائه القومي.
تلا ذلك حوار تناول المستجدات السياسية والميدانية وملف إعادة الإعمار في سورية بالإضافة إلى الأوضاع على الساحة العربية وآفاق تفعيل العمل العربي المشترك ودور المفكرين والقوميين العرب في تعزيز الوعي والحصانة الفكرية على المستوى الشعبي في مواجهة محاولات الغزو الثقافي عبر ترسيخ الانتماء والتمسك بالهوية الجامعة.
وتركز الحوار حول مجموعة من القضايا الساخنة على الساحة العربية أهمها كيفية تحويل الانتماء القومي الى حالة عمل مستمرة تقوم على تطوير المفاهيم والمصطلحات المتعلقة بهذه القضية المحورية بما يتناسب مع طبيعة المواجهة الحاصلة ويساهم في تفكيك الفكر الهادف إلى تصفية الهوية العربية والانتماء القومي.
كما تطرق الحوار إلى أهمية العمل على الجامعات وجيل الشباب في العالم العربي الأمر الذي يشكل محورا أساسيا في عملية التوعية القومية في الحاضر والمستقبل وأهمية وجود آليات واضحة وخطط عملية لتنفيذ هذا الأمر وعدم الاكتفاء بالطروحات النظرية العامة بهدف تثبيت العمل القومي وإيجاد بعض الحلول لما تعانيه الأمة العربية من ترهل.
وأكدت المداخلات أهمية الانتصار السوري في الحرب على الإرهاب والدول التي تدعمه وأن الانتصار السوري هو انتصار عربي مشددة على أن ما طرحه الرئيس الأسد حول العمل القومي يشكل قاعدة يمكن البناء عليها من قبل المشاركين في المؤتمر للتوصل إلى صيغة واضحة يمكن نقلها والعمل عليها في بلدانهم.
كذلك شددت بعض المداخلات إلى ضرورة البناء على انتصار سورية لإعادة الألق للقومية العربية والانتماء العربي بالتركيز على الشعوب العربية رغم مواقف بعض الحكومات العربية التي وقفت ضد سورية في حربها.
وفيما يلي النص الكامل لكلمة الرئيس الأسد خلال اللقاء:
في البداية أريد أن أرحب بكم جميعا وقد قطعتم مئات وآلاف الكيلومترات لكي تكونوا اليوم في سورية ومع سورية ومع الشعب السوري.. وأنا سعيد أن التقي بكم في مستهل مؤتمركم المهم الذي يناقش قضايا ومواضيع قومية تهمنا جدا.. لأن القومية هي الهوية وهي الانتماء.. القومية هي ماضي وحاضر الشعوب وهي أساس وجودها.. وأنتم اليوم تأتون في قلب الحرب على سورية.. وهناك تصور عام بأن هذه العاصفة التي ضربت عددا من الدول العربية وفي مقدمتها سورية وليبيا واليمن والعراق إلى حد ما.. العراق من قبل طبعا.. والدمار الذي حصل.. الدمار المادي والمعنوي هدفه الأساسي هو إعادة هذه المنطقة قرونا إلى الوراء.. وهذا صحيح.. ولكن أنا أقول في هذا المؤتمر إن الهدف الأكبر لم يكن هذا الدمار.. فالدمار يعاد بناؤه.. إنما الهدف هو ضرب انتماء الإنسان العربي في هذه المنطقة.. انتمائه بكل ما تعني الكلمة من معنى.. انتمائه لكل البيئة التي عاش فيها.. للجغرافيا.. للتاريخ.. للمبادئ وللانتماء القومي.
وأضاف الرئيس الأسد: وعندما نقول الانتماء القومي.. فالانتماء القومي بشكل طبيعي يشمل التاريخ والجغرافيا وكل هذه الأمور.. وبالتالي ضرب هذا الانتماء يعني ضرب خط الدفاع الأول الذي نمتلكه كمجتمع في وجه أي محاولات لغزو ثقافي أو فكري يهدف إلى تحويلنا إلى مجرد آلات مسلوبة الإرادة نتحرك بحسب ما يخطط لنا من الخارج.. لكن بنفس الوقت كما أن هذا الربيع العربي بحسب التسمية المستخدمة من قبل الأعداء.. كان يهدف لضرب الانتماء.. لكن في المقابل لولا ضعف الانتماء القومي ولولا ضعف الشعور القومي لما تمكن هذا “الربيع” من الانطلاق في منطقتنا العربية لأن جزءا من شرائح أو شرائح من مجتمعاتنا العربية مع كل أسف وعبر الزمن.. عندما فقدت هذا الانتماء كانت جاهزة للذهاب باتجاهات أخرى فذهبت باتجاهين رئيسين في بدء الأحداث.. إما الارتماء بأحضان الأجنبي.. بغض النظر عن أي أجنبي كان.. أو الارتماء بأحضان التطرف الإسلامي باعتباره هوية بديلة عن الهوية العربية.. طبعا هي مجرد هوية شاذة ومنحرفة لا علاقة لها لا بالإسلام ولا بأي دين سماوي.
وتابع الرئيس الأسد: يعني بالمحصلة نجح الأعداء عبر العقود الماضية بإيصال الوضع إلى ما هو عليه ونجحوا في ضرب بنية المجتمع ولو جزئيا.. وتشتت هذا المجتمع إلى مجموعات.. البعض منها متباعد والبعض متنافر.. والبعض متناحر ومتصارع.. بالمقابل.. فإن هذه اللقاءات.. هذا العمل القومي استمر عبر هذه العقود.. وعقد عشرات وربما المئات من اللقاءات.. ولكن النتيجة اليوم أن الوضع بالنسبة للحالة القومية الموجودة على الساحة العربية هو أضعف بكثير من عقود مضت.. وبالتالي هل نلتقي اليوم لكي نضيف لقاء إلى مجموعة لقاءات… هل نلتقي لكي نتذكر الأيام الجميلة أم لنندب الحظ العاثر… أم لنمجد شيئا لا يعيش أفضل أيامه وهو الحالة القومية… هل نلتقي فقط لكي نصدر بيانات سياسية على أهميتها… من الضروري أن نتحدث بالسياسة ونصدر البيانات والمواقف تجاه ما يحصل بشكل مستمر ولكن البيانات السياسية وحدها لا تستطيع أن تعيد الألق لهذه الحالة التي نتحدث عنها الآن.. نحن أمام مشكلة حقيقية لها جوانب عدة.. والتعامل فقط مع جانب من جوانبها وإهمال باقي الجوانب يعني ألا نصل إلى أي نتيجة وأن تبقى هذه اللقاءات عبارة عن منصات صوتية لا تقدم ولا تؤخر.
وقال الرئيس الأسد: فإذا علينا أن نبدأ بالمشكلة.. نتحدث عنها.. نتحدث عن الحل.. عن العلاج.. عن الأدوات الممكنة والمتوافرة لهذا العلاج.. وعلينا أن نركز بالدرجة الأولى على نقاط الضعف.. على المحاور والأساليب التي اتبعها أعداء القومية لكي نعرف كيف نتعامل مع كل محور من هذه المحاور.. لأن ما نعيشه اليوم لم يحصل فجأة.. هو تراكم زمني طويل على مدى عقود واليوم نتائجه عميقة في المجتمعات وواسعة بنفس الوقت.
وأضاف الرئيس الأسد: القضية ليست قضية سطحية ولا عابرة.. الغرب كان بارعا في أدائه.. كان بارعا في نصب الأفخاخ.. ونحن كنا بارعين في السقوط في هذه الأفخاخ.. الغرب بنى مخططاته على الوقائع والحقائق التي نعيش فيها.. أما نحن فكنا دائما نبني رؤءانا على العواطف.. هو كان فاعلا ونحن كنا منفعلين.. لذلك لا بد وأنا أتحدث أمام مؤتمر قومي أن أمر على بعض هذه النقاط التي أعتبرها أولوية.. ولكن ربما مؤتمركم من خلال نقاشاته ومن خلال النقاشات اللاحقة يستطيع أن يكون رؤية أشمل وأعمق.. لذلك سأمر على بعض العناوين قبل أن اتطرق لأي موضوع له علاقة بالأزمة أو بالسياسة لأنني أعتقد اننا إذا لم نعالج هذا الموضوع سيبقى سقف العمل القومي سقفا منخفضا جدا.. ومع الزمن سوف ينخفض أكثر فأكثر.. فإذا لا بد من معالجة هذه العقبات لكي نتمكن من إعادة الألق للفكر القومي وإعادة المجتمعات إلى انتمائها الطبيعي.
وتابع الرئيس الأسد: أول مشكلة كبيرة نواجهها على مستوى العمل القومي هي ضرب علاقة الإسلام مع العروبة.. اتهموا أو وصموا العروبة بصفة العلمانية.. ووصفوا العلمانية بصفة الإلحاد.. فربطوا العروبة والعلمانية والإلحاد برابط واحد.. وقالوا للمواطن البسيط.. عليك أن تختار بين الإيمان وبين الإلحاد.. فمن الطبيعي أن يختار الإيمان.. ويكون بالمقابل ضد أي انتماء آخر في مواجهة أو مقابل الإيمان والإسلام.. وبالتالي العروبة جزء من هذا الانتماء الذي ابتعد عنه وانسلخ عنه بفعل هذا الفكر أو هذا التسويق الخاطئ لعلاقة العروبة والإسلام.
يتبع…
جميع الحقوق محفوظة 2024 © موقع زنوبيا الإخباري
Powered by Ten-neT.biz An Internet Company