كلمات | شوفو سوريا |
دراسات | رياضة |
فريـش | بزنس |
وجهات نظر | الموقف اليوم |
محليات | احوال البلد |
فن الممكن | عيادة زنوبيا |
افضح الفساد |
منذ سنوات مضت كانت مواقع التواصل الاجتماعية لدى السوريين معروفة على نطاق واسع : التنور وكان بمثابة نقطة التقاء النساء حيث يجتمعن ويبدأن الحديث وتفقد الأحوال وكان من عادة النساء ترك رغيف خبز ورائهن لأي عابر سبيل وغالبا ما كنا نقصده لأخذ هذه الحصة الطيبة الشهية . المصطبة : وهي المكان المرتفع من صحن الدار وغالبا ما يتم اجتماع بعض الرجال فيها حيث يلعبون طاولة الزهر ويشربون المتة أو الزوفا ويتحدثون . دكان الحارة : وكان بمثابة العلامة الفارقة في القرية فلكل قرية دكانها ومعظم الرجال يجتمعون فيه مساء على ضوء الفانوس يتسامرون ويتسلون . ساحة القرية : عموما كانت تجمع الصغار والكبار والرجال والنساء حيث يقوم الأهالي ولا سيما جيران الساحة بوضع الكراسي القش أمام منازلهم ويبدأ الناس بالتجمع رويدا رويدا ويبدأ الحديث وتفقد الأحوال وأحيانا إلى التسالي ببعض الألعاب الشعبية . ثم تطورت الأمور لتتعقد وسائل الاتصال الاجتماعي مع تطور الحياة حيث بات : الفرن : للتواصل والتناحر الاجتماعي حيث بإمكانك صباحا تدفيش جارك ووسبه ونكزه بالزحمة ثم بعد ذلك تعودان سوية إلى الحي دون أي مشكلة . موقف الباصات : يتلقي الموظفون والطلاب والمسافرون يتحدثون ويشكون وينقون ثم عندما يأتي السرفيس يتدافعون ويتطاحشون ويدعسون على أرجل بعضهم ويتدكسون داخله وكأنهم بعمرهم لم يعرفوا بعضهم . اللصراف الآلي : وسية حضارية لقبض الراتب جعلتها المالية وسيلة للانتظار المقيت مربوطا بالأعطال المتكررة وهناك يجتمع الناس على اختلاف مشاربهم ومن معظم المحافظات ولكل حديثه حيث أبناء المدن الداخلية يحاولن القبض عن نصف حارتهم .. والنساء تصيح ما في غيري مشوني والمتقاعدون يطلبون السرعة لأن الدكتور بانتظارهم ... والموظف يتأفف لان إجازته الساعية تكاد تنتهي دون قبض الراتب والبعض ينشغل بأحاديث جانبية يغلب عليها الطابع السياسي دون أن يتجرأ لا القليلة منهم الدخول في صلب موضوع محدد وغالبا ما ينتهي الحديث بعبارة " بلا ما نحكي أحسن " تطور لافت وسريع شهده التواصل الاجتماعي تبعا للتطور التقني والعولمة الحديثة . حيث دخل الفيسبوك والواتس اب والفايبر وغير ذلك من وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة حيث تبدأ الاسماء المستعارة والعواطف المستعارة ومدّعي الشعر والفهم والسياسة والأدباء والمثقفون والباحثون عن فرص في الحياة والهاربين من واقعهم . بوتقة افتراضية تجمع في جنباتها كل شي .. تلتقي و تتحدث وتتشارك وبات المرء منا يفاخر بعدد لايكاته أكثر من شهاداته ... واقع يحمل في طياته من السلبيات والايجابيات الشيء الكثير .. وباتت هذه المواقع تغني عن التواصل الحقيقي .. فاللقاء عبر برامج الدردشة يغني عن الزيارة وربما بعد وقت قريب سنشاهد خبر عن تقبل التعازي أو التهاني عبر الصفحة الشخصية على الفيسبوك كون صاحب العلاقة مشغول وربما تصبح التجارة الالكترونية بديلا عن دكان الحي الذي تطور تباعا إلى سوبر ماركت ولا ندري متى يأتي اليوم الذي يصبح فيه الزواج والعلاقات العائلية الكترونية حيث خبت المشاعر وتلاشت العواطف إلى حد كبير نتيجة انشغال الناس بوضعهم وعدم تدارك أخطار ومساوئ الحياة بشكل مدروس وعقلاني وبتنا لا نملك من الماضي إلا صور جميلة مزروعة في ذاكرتنا لكنها تتلاشى أمام متطلبات الحياة والانتقال السريع إلى عالم المادة والعمل مع كل ما يفرضه الواقع الجديد من انشغال المرء بنفسه ومحاولة تأمين حاجاته ومتطلبات أسرته .
جميع الحقوق محفوظة 2024 © موقع زنوبيا الإخباري
Powered by Ten-neT.biz An Internet Company